يشهد حزب الاستقلال في إقليم الحسيمة حالة من التوتر الشديد، إثر استياء العديد من المسؤولين والمنتخبين، بينهم رؤساء جماعات، من طريقة تعامل الأمين العام للحزب، نزار بركة، مع قضايا المنطقة.
ويرى المحتجون أن بركة يتبع سياسة “ازدواجية المعايير”، حيث امتنع عن حضور لقاء حزبي مهم في المنطقة، في المقابل، لم يتردد قبول دعوة لزيارة القيادي نور الدين مضيان في منزله، لعقد لقاء سياسي وانتخابي يخدم الطرفين.
وأكدت مصادر من داخل حزب الاستقلال أن المنتخبين المستائين قرروا مقاطعة نشاط سياسي من المقرر أن يترأسه نزار بركة بعد لقائه بمضيان، في الأيام المقبلة، وذلك احتجاجا على ما وصفوه بانحيازه إلى شخصيات معينة داخل الحزب، على حساب القواعد والمناضلين، واعتبر هؤلاء أن هذا السلوك يخالف مبادئ الحزب القائمة على الشفافية والعدالة بين جميع أعضائه.
ولم تستبعد المصادر وجود ورقة ضغط يملكها نور الدين مضيان ويشهرها في وجه نزار البركة لأن هذا الأخير سيدفع لا محالة في الدفع باسم مضيان للتواجد في لائحة اللجنة التنفيذية وهذا ما يخالف التوجهات الملكية الداعية الى تخليق الحياة السياسية طالما وأن القيادي مضيان لم يخرج بعد من نفق قضية فساد اخلاقي لا زالت رائجة لدى القضاء.
وشددت المصادر على أن احتقانا يسود داخل حزب الاستقلال بمنطقة الريف بعدما نما الى علم الاستقلاليين أن نزار بركة سيهرع لزيارة مضيان، في حين تخلف عن حضور لقاء دعاه له أعضاء بالحزب في إقليم الحسيمة، وهو سلوك مبني على المصالح الخاصة وليس على مبادئ أخلاقيات الحزب، على حد قول المصدر.
وأضاف المصدر ذاته أن العلاقة بين بركة ومضيان أثارت سابقًا جدلًا واسعًا داخل الحزب، حيث تم اتهامهما بإقصاء بعض المناضلين في الإقليم لصالح تحالفات انتخابية تخدم مصالحهما.
هذا التوتر الداخلي يضع حزب الاستقلال في اختبار صعب، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة. فاستمرار الانقسامات قد يؤثر على وحدة الحزب وقدرته على تحقيق نتائج جيدة في الانتخابات المقبلة.