يفوق العدد الاجمالي لأسواق القرب المحدثة بمدينة طنجة أكثر من عشرين وحدة تجارية، لكن عدد الأسواق التي نجحت في توفير خدماتها للمواطنين من خلال تنظيم الباعة المتجولين، لا يتعدى رؤوس أصابع اليد الواحدة، مع العلم أن الاعتمادات المالية التي رصدت لهذه الأسواق، تبقى خيالية لأنها تحتسب بالملايير من السنتيمات.
فبعدما التهمت بعض هذه الأسواق أموالا طائلة، إلا أنها تحولت إلى أطلال كما هو حال سوق القرب الدريسية والجيراري، وسوق القرب بئر الشفاء، الذي كشفت لنا مصادرنا بأن عملية إنجازه كلفت ما يناهز 16 مليار سنتيم، لكن بنايته تحولت إلى مرتع للمشردين.
أحد التجار العارفين بخبايا الأمور المرتبطة بإحداث سوق القرب وتوزيع الأماكن على الباعة الجائلين، لخص لنا فشل بعض الأسواق في مثل رائج يقول “خرج من الخيمة مائلا”، وعندما كشف لنا مغزى هذا التلخيص شدد على وجود تلاعبات مارسها أعوان السلطة المحلية في تسجيل المستفيدين، حيث طغت الزبونية والمحسوبية وهلما جرا، مما انعكس الأمر سلبا على مصير بعض الأسواق.
إنجاز أسواق القرب عبر تخصيص اعتمادات مالية مهمة، قبل أن تتحول إلى أطلال أو خراب، يعد اهدارا للمال العام، ذلك أن عدة عوامل ساهمت في فشل هذه الأسواق، ومن بينها وضعها في أماكن غير مناسبة لامتهان التجارة، كسوق القرب بئر الشفاء، الذي تم تشييد في منطقة خلاء، فكان مصيره الفشل والخراب.