لم يكن يتوقع واحد من ساكنة اليوسفية بأن يأتي أحدهم يوما ويجلس على كرسي رئاسة الجماعة، يستمتع باللعب على مشاعرهم، ويملك نمط “تخراج العينين” يستخدمه للدفاع عن نفسه وحصيلته، وعن مسؤوليته بأخطائها وهفواتها واختلالاتها، دون خجل.
كل الرؤساء الذين تعاقبوا على جماعة اليوسفية، التزموا بالاحترام إزاء علاقتهم مع خصومهم السياسيين، ولزموا الصمت أمام احتجاجات الغاضبين، وانتقادات المنتقدين، ولم يحتاجوا إلى مساحة ولو ضيقة للرد على من اتهمهم بالاختلاس أو التلاعب بالمال العام، فقط رئيسة المجلس الحالي، هي من أسست قاعدة لنفسها، تقول : “مرحبا بمن يصفق ويطبل لي على مواقع التواصل الاجتماعي، والعار لمن ينتقدني”.
من البديهي بأن رئيسة جماعة اليوسفية، تعي جيدا بأنها راكمت اختلالات فظيعة، لا تتوقف عند حجم صفقة النظافة، أو مباراة التوظيفات المريبة، وإن حاولت أن تنفي وجود مظاهر تبذير المال العام، فهناك شكايات تروج بمحاكم جرائم أموال، وهناك ملفات وفضائح أخرى تقترب من الانفجار، وستتطاير شظاياها لتصيب عددا من المتواطئين، وعوض أن تخرج المعنية باعتذار للساكنة على أخطائها، فإنها خصصت صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي لإبراز علو كعبها في”فن المعاطية.”
هناك تحليل يرتبط بالجوانب النفسية للإنسان، يفيد بأن الرافضين للاعتذار، ينقسمون إلى فئتين، الفئة الأولى يشكلها الذين يصنفون أنفسهم كطبقة مثالية لا تخطئ، و ترتبط لديها النرجسية بالغرور وتضخم الذات، وفئة أخرى تتشكل من أشخاص يعرفون كيف يتلاعبون بالمواطنين سلبا وإيجابا بكل مكر وخبث، ويسوقون الساذجين بالأوهام لتصديق أكاذيبهم، ففي أي فئة تصنف رئيسة المجلس نفسها؟