اعتزل السياسة وتوارى عن الأنظار، ترجل من كرسي جهة طنجة الحسيمة، ووضع استقالته على طاولة الجهات المختصة، واختفى في صمت، لكن الأخبار التي تفيد شراءه فندقا من فئة خمسة نجوم بمدينة ماربيا، كسرت أزيز الصمت، وحملت تساؤلا عريضا من أين له هذه الأموال، وما هي الطريقة البغيضة التي وظفها لتهريب الأموال نحو الخارج؟
فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب وجه سؤالا كتابيا إلى محمد بنشعبون وزير الإقتصاد والمالية لفتح تحقيق مع إلياس العماري الرئيس السابق لجهة طنجة الحسيمة بخصوص شبهة تهريب أموال إلى الخارج، وأكد السؤال الكتابي الذي وجهه أعضاء المصباح دون الإشارة إلى اسم العماري بأن رئيسا سابقا لإحدى جهات المملكة افتتح فندقا فخما في دولة أجنبية، وهذا ما يتطلب أموالا ضخمة، حيث تساءل فريق البيجيدي عن الكيفية التي تم تحويل بها هذه الأموال في ظل وجود دوريات مكتب الصرف حول تهريب العملة الوطنية والقوانين الصارمة التي تحمي العملة المغربية، وتساءل نواب المصباح عن الطريقة التي ستنتهجها الوزارة الوصية لإرجاع الأموال التي هربها إلياس العماري إلى خارج المملكة.
الأخبار المتداولة والقادمة من جنوب الجارة الشمالية تفيد بأن الأمين العام السابق لحزب البام، ينام على ثروة مالية طائلة، وفندق خمس نجوم الذي صارت بذكره الركبان ما هو إلا جزء من سلسلة من العقارات يملكها ابن الريف الذي نقلته السياسة من براثن الحرمان إلى عوالم المال والأعمال، كيف أخرج الرجل المارد من قمقمه ليعلمه كيف يتلاعب بالأعين وهي لا ترى اختفاء الثروة في الوطن وظهورها خارج الأرض التي آوت صاحبنا وآمنته من خوف.
وضعية “الحارس الأمين” السابق لحزب البام، التي تجسد مرحلة رجل سياسة مغربي اقتحم المشهد الحزبي بخطاب رزانة يرمي إعادة الثقة للمواطن المغربي في الأحزاب والساسة، قبل أن يعيد زرع القلق لدى هذا المواطن بجشعه عبر تهريب ثروته، تشبه وضعية كثير من الكائنات وعلى رأسها حميد شباط، تلك التي ولجت السياسة والانتخابات بثياب رثة وبخطاب تضليلي أوهمت به المواطن قبل أن يكتشف الجميع عملية نصب بدأت في غسق الليل في المغرب، وانتهت مع صباح الفجر خارج المملكة بنتيجة هي تهريب العملة الوطنية.
تعليق واحد
نتمنى أن يقدم مثل هذه التقارير بخصوص رجال أعمال مازالوا يهربون ويسرقون من ثروات البلد و الشعب، دون الإكتفاء بمن إستقالوا على أساس أنهم لم يكن لهم ردود قوية كمثل من مازالوا في السلطة، الأمثلة كثيرة…