قبل حلول شهر رمضان، تشهد أسواق الجملة في الدار البيضاء ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار سمك السردين، مما يثير قلق المستهلكين والتجار على حد سواء. ويُرجع المهنيون هذا الغلاء إلى الدور الكبير الذي يلعبه الوسطاء المعروفون بـ “الشناقة”، الذين يسيطرون على كميات كبيرة من السردين بمجرد وصول الشاحنات إلى السوق في ساعات الصباح الأولى. هؤلاء الوسطاء يحتفظون بكميات السمك ويقومون بتحكم كامل في تسعيرها قبل أن يبيعوها للتجار.
بحسب تصريحات بعض العاملين في قطاع بيع السمك، فإن عمليات المضاربة تؤدي إلى زيادة الأسعار بشكل غير مبرر. السمك يمر أحيانًا بعدة مراحل بيع قبل أن يصل إلى المستهلك النهائي، وفي بعض الحالات، يمر عبر ست مراحل، ما يؤدي إلى تضخم الأسعار بشكل تدريجي. رغم أن السعر الطبيعي للسردين لا ينبغي أن يتجاوز 3 دراهم للكيلوغرام، إلا أن الأسعار ترتفع إلى 5 دراهم أو أكثر عندما ينخفض العرض، مما يضيف عبئًا إضافيًا على المستهلكين، خاصة مع اقتراب شهر رمضان.
وكانت زكية الدريوش، كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري، قد أكدت خلال ندوة صحفية بأكادير مطلع فبراير أن أسعار السردين مرشحة للانخفاض قبل حلول شهر رمضان. وأشارت إلى أن فترة الراحة البيولوجية ستنتهي في منتصف الشهر الجاري، مما سيسهم في تعزيز تموين الأسواق بهذه المادة الأساسية التي تشهد عادة طلبًا مرتفعًا في هذا الموسم.