عادت المنافسة من جديد وعاد الصراع الأبدي الأزلي بين الوداد والرجاء بين الأخضر والأحمر حول من يتصدر البطولة ويبقى زعيم الدوري المغربي، فبعد أن ضيع الوداد جل نقاطه عاد للصدارة مؤقتا يوم الإثنين الماضي عندما تغلب على أولمبيك خريبكة بثلاثة أهداف لهدفين، ورد الرجاء مساء البارحة بفوز ثمين على حسنية أكادير بهدفين لصفر مكنه من خطف الصدارة من جديد من خصمه الوداد بفارق نقطتين.
ومن المنتظر أن نعيش إثارة وتشويقا وحماسا مع ما تبقى من دورات البطولة، ومن المؤكد أن القلعة الحمراء تنتظر تعثر القلعة الخضراء لتقود عجلة الدوري المغربي لتنال في الأخير الدرع الأسمى في المغرب، والعكس صحيح.
أشبال المدرب جاريدو وضياع نقاط سهلة
منذ استئناف الدوري المغربي والوداد يتراجع مستواه، والوداد يضيع النقاط السهلة، وجاء التعادل المخيب للآمال أمام مولودية وجدة، وفاز عليه نهضة بركان في مدينة البرتقال بهدفين لواحد، إضافة إلى الغيابات والإصابات والطرد الذي مني به يحيى جبران والذي عول عليه أمام الفريق البركاني، الأمر الذي جعله يفقد بوصلة الريادة ويعود للوصافة.
وعودة الوداد لأجواء البطولة كشفت عن الثغرات التي يعانيها تقنيا وفنيا وبدنيا، ومن بين الأسباب التي قد تدخل في هذا الأمر عدم خوض أية مباراة في المعسكر التدريبي الذي أقامه خوان كارلوس جاريدو في أكادير، وظهر ذلك في المباراة الأولى أولا عدم ظهور الجاهزية وثانيا النقص من ناحية الحماس وثالثا عدم القدرة على صنع الفرص التهديفية التي تصنع الفارق.
انتصار الوداد ومصالحة الجماهير
أطاح الوداد الرياضي بأولمبيك خريبكة بالدار البيضاء وذلك إثر تغلبه عليه بثلاثة أهداف لهدفين، جعله يتصالح مع الجماهير التي ثارت وانتفضت لعدم استثمار الفريق للنقاط التي تبقيها في الصدارة، وبهذا الفوز عاد الحماس وعادت الكرينطا وعادت الروح للأنصار ولطاقم الفريق.
ويحتل الفريق الأحمر لحد الساعة المركز الثاني برصيد 42 نقطة في سبورة الترتيب.
الروح القتالية للرجاء وحصد النقاط
دخل الرجاء الرياضي منافسات الدوري المغربي بحماس ولعب تكتيكي متميز رغم عدم وجود الإطار جمال السلامي في المباريات الأولى للتوقيف، واستطاع أن يستغل النقاط بحصده 14 نقطة من أصل 5 مباريات منذ الاستئناف، بالإضافة إلى اللعب الجماعي المنظم والضغط على الخصوم ما مكنه من تحقيق نتائج إيجابية جيدة أفرح بها الأنصار التي تعطشت لتعود للريادة منذ أن فقدت لدورات كثيرة، وإذا نظرنا لخط هجوم الرجاء رأيت كيف عاد رحيمي يسجل؟ وكيف عاد متولي الذي لا تغيب عنه التنافسية والفعالية؟ وكيف تولدت الطاقة لكهربة من يعاند الرجاء؟
وتمكن من الفوز على نهضة الزمامرة ويوسفية برشيد وأولمبيك أسفي وحسنية أكادير، فيما تحصل على نقطة وحيدة أمام الدفاع الحسني الجديدي التي عرفت جدلا كبيرا في التحكيم وكذا ضد المغرب التطواني.
ويحتل الرجاء لحد الساعة الصدارة برصيد 42 نقطة في سبورة الترتيب.
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن البطولة لم تحسم بعد، وعاد الفيلم المثير للمشاهدة عنوانه أخضر وأحمر صراع لا ينتهي ولا يتوقف، هي الإثارة والتشويق هو الحماس هي الروح الكروية التي كبرت مع هاذين الفريقين الأغلى والأمتع في شمال إفريقيا.
سنحيا مع هذه الأيام المثيرة وسنتشوق لمعرفة بطل دوري هذه النسخة، ومن سيفوز على من في الديربي المغربي القادم لونيه أحمر يعود وأخضر متوهج، والمفاجئة مازالت مستمرة إلى نهاية الموسم.