عاشت “م.ع” سبع سنين في **مخيم الهول** بسوريا، وسط ظروف صعبة مليئة بالغموض ومصير غير معلوم لها ولوليدها. كل صباح، كانت تستيقظ لتشعر بمرارة الندم على ما فعلته هي مجبرة ودون وعي.
سافرت هذه المغربية إلى المخيم مع زوجها بعد أن تعرضت للخداع، وذلك في عام 2013، وكانت آنذاك لا تتجاوز 23 سنة. عبرت لجريدة أنها تأمل أن تُحل قضيتها وقضايا باقي المغربيات المحتجزات. تساءلت: “ما ذنب أطفالنا؟ لا يتعلمون، ولا يلعبون مثل باقي الأطفال في سنهم.”
أشارت م.ع إلى أن الأطفال يتعرضون للاستغلال في **أعمال السخرة** رغم صغر سنهم، دون أن تستطيع أمهاتهم الدفاع عنهم. بعضهم أيتام، بلا حماية أو من يدافع عن حقوقهم، مما يجعلهم عرضة لجميع أنواع الانتهاكات.
وتحكي م.ع أنها تعيش في خوف على ابنها الأكبر، الذي يبلغ من العمر 16 عامًا، وعلى طفلها الأصغر الذي خطفه الأكراد منه وكان عمره 14 سنة فقط. قالت: “لقد مللنا وندمنا، نحن ضحايا لأننا خُدعنا من قبل أزواجنا”، وتضيف أنها مثل العديد من المغربيات التي تعرضت للخداع وجدت نفسها في مكان يعاني من ويلات **الحرب والإرهاب**.
أوضحت أنها فكرت في الهروب إلى تركيا عدة مرات، لكنها عاجزة بسبب وضعية أطفالها المحتجزين في المراكز، إضافة لعدم قدرتها المالية. ذكرت أن تكلفة الخروج من المخيم والتوجه إلى إدلب تصل إلى 40 ألف دولار.
بالنسبة لوضعية المغربيات في المخيم، أكدت أنهن التحقت بأزواجهن “احترامًا للعلاقات الاجتماعية”، وبعضهن ذهبن مع عائلاتهن بسبب صغر سنهن، دون فهم لما يحدث، وقلة منهن قررن الذهاب بإرادتهن. معظمهن اليوم يشعرن بالندم على اختياراتهن التي أدت إلى هذه الأوضاع المأساوية.
ووفق م.ع، فإن المحظوظات من بين المحتجزات تمكنّ من الهروب العام الماضي، حيث استفدن من التوتر بين العشائر الكردية. تكلفة الهروب حينها كانت 17 مليون سنتيم مغربي، لكن الآن، المطلوب هو 40 ألف دولار، وهو مبلغ أصبح من الصعب توفيره.