أكد البشير الدخيل، أحد مؤسسي جبهة البوليساريو ورئيس منتدى البدائل للدراسات الصحراوية، أن الجبهة الانفصالية لم يتبقى منها سوى الأوهام والأحلام. ووصف الوضع بكون الجزائر لا تملك أي خيارات حقيقية في ملف الصحراء المغربية.
وأضاف الدخيل، خلال استضافته في برنامج “نبض العمق”، أن جبهة البوليساريو لم يعد لديها سوى قلة من الأشخاص الذين يعيشون في تندوف، وقد استطاعوا السيطرة على بعض الشباب. وأكد أن إحصائيات الأمم المتحدة حتى عام 1997 أظهرت أن 71% من سكان الصحراء متواجدون في الأقاليم الجنوبية، بينما 25% فقط يقيمون في المخيمات، مما يعني أن عددهم لا يتجاوز 8 آلاف شخص.
وأشار الدخيل إلى أن هذه الأقلية لا تستطيع مواجهة الفئات القوية في الأقاليم الجنوبية، وبذلك فإن خيارهم الوحيد هو البقاء في تندوف وبيع الوهم. وشدد على أن الجزائر تعاني من مشاكل داخلية كبيرة وتمر بنزاعات إقليمية متعددة، مما يجعلها غير قادرة على تغيير موقفها.
وفيما يتعلق بموضوع الدفاع عن القضية، أكّد الدخيل أن العديد من الصحراويين العائدين من المخيمات يؤمنون بحل سلمي داخل المغرب. وأكد على أهمية إظهار مخاطر الانفصال وأهمية العيش المشترك، مشيراً إلى أن الشباب هم أبرز فئة في الأقاليم الجنوبية، حيث أن أكثر من 56% منهم تحت سن 26 عاماً.
الدخيل دعا إلى ضرورة صياغة خطاب علمي يستند إلى الحقائق التاريخية والتراث المشترك، مشيراً إلى أن العديد من آباء قيادات البوليساريو كانوا جنودًا في الجيش المغربي. كما أكد أن الملك محمد السادس اعتمد سياسة جديدة لمواجهة فكر البوليساريو، من خلال التواصل مع الدول التي تعترف بالجبهة وشرح حقيقة الوضع، مما أدى إلى تغيير مواقف العديد منها.
كما ذكر أن الدبلوماسية المغربية حققت إنجازات كبيرة في السنوات الأخيرة على الصعيدين الاقتصادي والتجاري، مما عزز الموقف المغربي في هذا الصراع. وفي الختام، أشاد بالدور الذي لعبه الصحراويون العائدون من تندوف في تغيير مواقف الدول لصالح الطرح المغربي، مؤكدًا على أهمية المشاريع التنموية التي تساهم في تعزيز الوحدة والاندماج في المنطقة.