عندما يدق فصل الخريف أبواب منازل ساكنة الشمال عموما، وطنجة خصوصا، وتبدأ مؤشرات انخفاض الحرارة تلوح في الأفق، تنتعش أكلة شعبية إسمها “البيصارة”، ويتزايد الإقبال عليها، كوجبة غذائية لها ارتباط وثيق بأهل الشمال.
وخلال هذه السنة وفي ظل ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء والأسماك، فإن الإقبال على الوجبة الشعبية “البيصارة” لم ينطلق من عادة موروثة، وإنما أملته الوضعية الاجتماعية للمواطنين البسطاء، والذين اختارو ا مواجهة الغلاء، بالاقبال على أكلتهم الشهيرة.
وقال أحد المواطنين من مدينة طنجة ساخرا بأن تناول “البيصارة” بزيت الزيتون يكون ممتعا ولذيذا، وما سيزيدها لذة هذه السنة هو الارتفاع المهول في اسعار اللحوم.
ويجمع خبراء التغذية على أن وجبة “البيصارة” غنية بالفوائد الصحية، فهي تحتوي على النشويات والسكريات، وهي مفيدة للجسم وغنية ببروتينات نباتية، وما يزيد من فوائدها وتميزها هو إضافة مكون زيت الزيتون الغني إليها.
وتشتهر مدينة طنجة بتواجد العديد من المطاعم الشعبية التي تقدم وجبة البيصارة، بل أن بعض هذه المطاعم يكون متخصصا في هذه الأكلة، ولا يقدم للزبائن سواها، حيث تشهد المطاعم المتخصصة اكتظاظا خلال فصل الشتاء، ولا تغلق أبوابها في فصل الصيف طالما وأن وجبة البيصارة لها عشاق على امتداد فصول السنة.