استدعت سلطات الجزائر، مؤخرا، سفير فرنسا ستيفان روماتيه، في خطوة تتضمن “تحذير شديد اللهجة” بشأن ما اعتبرته مخططات عدائية قائمة وراءها المخابرات الفرنسية.
وحسب تقارير إعلامية جزائرية، فإن استدعاء السفير الفرنسي إلى وزارة الشؤون الخارجية في الجزائر العاصمة جاء بعد الكشف عن ما وصفته الصحيفة بتورط الأجهزة الفرنسية في عمليات تجنيد إسلاميين سابقين في الجزائر لأهداف تستهدف زعزعة الاستقرار.
هناك إشارات نحو شخصيات مثل الجزائري عيساوي محمد أمين، الذي تمت الإشارة إليه كأحد “الإرهابيين”. فقد تم بث اعترافات له على قناة الجزائر الدولية، حيث ادعى أنه كان ضحية لمؤامرة دبرتها المخابرات الفرنسية.
الصحيفة الحكومية الجزائرية اعتبرت أن استدعاء السفير يمثل تحذيرا واضحا يعكس استياء السلطات الجزائرية من تصرفات فرنسا، مشيرة إلى أن الجزائر لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام هذه “الاستفزازات”. وقد جاء هذا التحذير مرفوقا بعبارات قاسية، مؤكدة أن مثل هذه التصرفات تحمل عواقب.
من جهة أخرى، أكدت صحيفة خاصة أن الجزائر تعاني من ازدواجية في تعامل السلطات الفرنسية، وأنه آن الأوان لتوقع ردود فعل قوية من الجزائر.
التوتر في العلاقات بين البلدين ليس جديدا، فقد تزايد بعد اعتراف باريس بخطة الحكم الذاتي التي اقترحتها الرباط لحل النزاع في الصحراء الغربية. الجزائر، التي تدعم جبهة البوليساريو، تعتبر ذلك تدخلا في شؤونها.
في 30 يوليوز، سحبت الجزائر سفيرها من فرنسا بسبب الدعم الفرنسي للخطة المغربية، ولم يعد الدبلوماسي الجزائري إلى منصبه. العلاقات بين الجزائر وفرنسا شهدت توترات عديدة منذ وصول عبد المجيد تبون إلى الحكم في نهاية 2019، وهذا يشمل قضايا حساسة مثل الذاكرة والهجرة.
حتى الآن، لم يقوم تبون بزيارة فرنسا منذ توليه الرئاسة، مما يعكس عمق التوترات الدبلوماسية المستمرة بين البلدين.