الواضح24: عبد اللطيف أبوربيعة
احتضنت إقامة “دار أسراطي” السياحية بمنطقة جنان أماس بتراب جماعة أكلمام أزكزا بإقليم خنيفرة، في الفترة الممتدة من 31 ماي إلى الثاني من يونيو 2024، فعاليات الجمع العام العادي للجمعية المغربية لتنمية السياحة المستدامة بحضور منخرطي الجمعية وضيوف من كفاءات وخبراء، وباحثين وممثلي مصالح إدارية مختصة ومهتمين بالسياحة البيئية والتضامنية ومهنيين.
وقد تميز الجمع العام بالكلمة الافتتاحية للسيد “عبد الله الحريزي” الذي قدم للحضور في مستهل مداخلته بطاقة تعريفية بالجمعية المغربية لتنمية السياحة المستدامة، وسلط الضوء على مجالات اهتماماتها وأهدافها المسطرة، سواء على المستوى القريب أو المتوسط أو البعيد داعيا الحاضرين من الخبراء والباحثين وممثلي المصالح المختصة والمهتمن بالشأن البيئي والسياحي التضامني، إلى وضع اليد في اليد من أجل الرقي والدفع إلى الأمام بالقطاع السياحي التضامني المستدام، خدمة لمهنيي هذا القطاع وتحسينا للمستوى المعيشي للساكنة المحلية سواء العاملة في المشاريع السياحية أو العاملة في مجال زراعة وفلاحة المنتجات المجالية، أو المهتمة بالصناعة التقليدية والأنشطة المرتبطة بالسيحة التضامنية.
كما قدم الحريزي عدة نماذج لتجارب ناجحة ورائدة في هذا المجال لمنتسبي الجمعية المغربية لتنمية السياحة المستدامة بمختلف جهات المملكة، ودعا في ختام مداخلته إلى ضرورة انكباب مختلف المهتمين من خبراء وإدارات عمومية مختصة، ومهنيين على دراسة سبل تطوير قطاع السياحة التضامنية والمستدامة، وكذا تبادل التجارب والخبرات حول آليات تطوير هذا القطاع على الصعيد الوطني، وكذا العمل كل من موقعه على تعزيز التنسيق والتعاون بين الجمعيات المحلية والوطنية العاملة، والإدارات المختصة في مجال السياحة المستدامة.
من جانبه، قدم مدير المنتزه الوطني بخنيفرة السيد “حسن بلحسن” عرضا مفصلا، تناول فيه تدخلات المنتزه وعرف بأنشطته المختلفة الرامية إلى خدمة الموروث الغابوي والسياحة الجبلية والإيكولوجية المستدامة بإقليم خنيفرة، كما عرج مدير المنتزه الوطني على مختلف المجهودات المبذولة من طرف الوكالة الوطنية للمياه والغابات والسلطات المحلية وباقي الشركاء، للرقي بهذا القطاع الواعد وثمن التعاون والتنسيق بين الإدارة والمهتمين بالقطاع، في سبيل تطويره والسير به إلى الأمام خدمة للمهنيين والساكنة المحلية.
أما الخبير في قطاع المياه والغابات المهندس”أحمد بوكيل”، فقد قدم عرضا مستفيضا حول الماء والتنوع البيولوجي الوطني والتوازن البيئي، وتحدث عن إمكانية التثمين العادل للمنتوج السياحي التضامني في سبيل تحقيق تنمية سياحية بيئية وتضامنية مستدامة.
وفي نهاية تقديم العرضين الهامين، فتح باب التساؤلات والنقاش بناء على مضامين ما جاء فيهما من معطيات ومعلومات وإحصائيات ومؤشرات، وهي المداخلات التي ركز فيها الخبراء والباحثون والمهتمون والمهنيون على ضرورة الرقي بالسياحة التضامنية والمستدامة، والاهتمام بمهنييها لتحسين المستوى المعيشي للساكنة المحلية، وأجمعوا على ضرورة حماية المحيط البيئي والطبيعي الوطني.
وتجدر الإشارة إلى أن فعاليات الجمع العام العادي للجمعية المغربية لتنمية السياحة المستدامة، توجت بجولة سياحية قام بها الوفد المشارك في اللقاء للمنتزه الوطني لخنيفرة، للتعرف على مختلف مؤهلات هذا المنتزه السياحي والبيئية الفريدة من نوعها.
يذكر أن الجمع العام العادي للجمعية المغربية لتنمية السياحة المستدامة الذي انعقد في خنيفرة، شكل فرصة للمشاركات والمشاركين من أجل الوقوف على ما وصل إليه عمل الجمعية المغربية لتنمية السياحة المستدامة منذ تأسيسها، ومناسبة تحليلية تقييمية لواقع الجمعية والاكراهات التي تحول دون تحقيق أهدافها وغاياتها المرجوة والمسطرة في إطار برنامج عملها. كما اعتبر هذا الجمع وقفة تقييمية واستشرافية لمستقبل الجمعية المغربية لتنمية السياحة المستدامة، ومناسبة من أجل التواصل العملي والفعلي بين المنتسبين للجمعية من جهة، وبين مختلف الشركاء من إدارات وسلطات عمومية مختصة، وخبراء ومهتمين وفاعلين سياحيين من مختلف جهات المملكة المغربية الشريفة، ومن خارج المملكة من الدول الشقيقة والصديقة للمملكة.