تعب و قلق و انسداد أفق ،..
هذه هي الحالة النفسية العامة للمغاربة هذه الأيام . فبعد قرابة أربعة أشهر من إقرار حالة الطوارئ الصحية و التزام الناس في بيوتهم بسبب الحجر المنزلي ، بدأ الضغط النفسي و العصبي ينزل بكلكله على الصحة العامة للمغاربة بسبب طول المدة المقررة للحجر ، و بدأ يتحول من تدبير لوقاية المغاربة من فيروس كورونا و الحفاظ على سلامة صحتهم النفسية و البدنية إلى مستنقع لتفجير الضغوطات العصبية و الصحية للمغاربة التي انضافت لهم زيادة على ضغوطات الحالة الإجتماعية و المالية .
فبعد كل هذه المدة بدأ تنتشر حالة من البؤس و اليأس بين المغاربة بسبب طول مدة الحجر المنزلي ، و بدأت الكثير من العائلات و الأفراد بالشكوى من الضرر الذي لحقهم بسبب التزامهم بشروط الحجر المنزلي الذي عاد عليهم بآثار صحية وخيمة و جعل أعصابهم على صفيح ساخن .
و مع استمرار الشكاوى و ازديادها ، يرى الكثير من المغاربة أن استمرار الوضع الصحي سيكون له نتائج صحية عكسية سلبة على نفسية الناس ، و بدل أن يكون الحجر تدبيرا وقائيا سيصبح محلا لتعريض الناس لحالات مرضية أخرى بسبب الضغط القاهر الذي يسببه .
من جهة أخرى بدأ العديد من المغاربة بالتسليم لأمر الواقع و التطبيع مع الفيروس و تفويض الأمر للقدر بالرغم من معرفتهم التامة بأنهم قد يتعرضون له في أية لحظة ، و رغم تتابع التحذيرات و التنبيهات و وضع جزاءات و غرامات للمخالفين لتدابير حالة الطوارئ الصحية إلا أن الناس ضاقت ذرعا خصوصا مع دخول فصل الصيف و اشتداد الحرارة التي زادت الحجر حرارة و مرارة .
كثيرون يرون أن الحجر المنزلي أصبح لا يلائم الحالة الصحية للمغاربة ، فإن كان من جهة يحميهم من فيروس كورونا ، فهو من جهة أخرى قد بإنهاك صحتهم و أعصابهم و أصبح من الصعب الإلتزام به .
و يطالب العديد الحكومة بإيجاد حلول أخرى غير الحجر المنزلي في حالة تفاقم الوضع الصحي أكثر و ازدياد عدد المصابين بالفيروس ، و أن يتم إقرار تدابير أخرى تخفيفية تكفل للمغاربة حق الخروج من ورطة البيت و ضيقه من أجل الترويح عن النفس .
في الأخير نتساءل نحن : ماذا سيكون مصير المغاربة إن طالت حالة الطوارئ ؟؟ و كيف ستتعامل الحكومة مع الوضع ؟ و هل ستراعي للحالة النفسية للمواطنين ؟؟