يتجه حزب الخضر بطنجة إلى تحقيق نصر غير مسبوق بالنظر للإمكانيات الهزيلة التي يتوفر عليها. فبصفر درهم تمكن الحزب من إعداد لوائح المقاطعات الأربع، وتغطية بلدية اكزناية وجماعة العوامة. كيف تأتى للحزب تحقيق ذلك في ظرف وجيز، وتحقيق ما عجزت عنه أحزاب مخضرمة مقارنة مع حداثة سنه، وتواجده بالمدينة لم يمضي عليه سوى ثلاثة أشهر؟ ما السر وراء هذا النجاح؟
إنها المرأة الحديدية الدكتورة حفصة الرمحاني، “امراة بألف رجل”، يقول عنها أحد أعضاء الحزب، إذ أخذت على عاتقها وضع استراتيجية صارمة للعمل، وتنسيق وتوجيه مختلف الجهود.
في ظرف سنوات قلائل تمكنت الدكتورة حفصة من تبوأ مكانة متميزة كإحدى أبرز الفاعلين في المجتمع المدني المحلي والوطني، ومن احتلال مكانة بارزة كأحد أبرز الوجوه المتخصصة في التدبير الاستراتيجي والتنمية الترابية ومقاربة النوع، فهي تعد ضيفا مرغوبا فيه من طرف القنوات التلفزية.
الدكتورة حفصة الرمحاني، حاصلة على الدكتوراه في القانون العام، تخصص التدبير الاستراتيجي للجماعات الترابية من جامعة عبد المالك السعدي. وهي قائدة سابقة لمشاريع وطنية بخمس جهات بالمغرب في مجال العدالة الجبائية ومساءلة المالية العمومية. راكمت خبرة طويلة تزيد عن العشر سنوات مع الجماعات، إذ قامت بإعداد برامج عمل الجماعات، لأزيد من 36 جماعة بالمغرب، وخصوصا الجماعات التابعة لإقليم الفحص-أنجرة وعمالة طنجة-أصيلة، وبالتالي فهي “المرأة المناسبة للمكان المناسب”، وفي هذا الإطار تقول الدكتورة حفصة: “ترشحي كوكيلة للائحة النسائية بمقاطعة السواني نابعة من كوني على دراية بالعمل الجماعي، وبقدرتي على منح الكثير للمدينة التي احتضنتني… آن الأوان لكي أرد الجميل لمدينة طنجة، وأن أضع خبرتي فيما يخدم مصالح الساكنة”.
ونشير إلى كون الدكتورة حفصة الرمحاني تقود حزب الخضر في معركة شرسة على صعيد جهة طنجة-تطوان-الحسيمة ضد أباطرة الانتخابات من أجل الظفر بمقعد نيابي عن اللائحة الجهوية للنساء،”وبإمكانيات جد محدودة، نظرا لعدم توصل الخضر على المستوى المحلي، لحدود الساعة، بأي دعم مالي من الحزب المركزي”، تقول الدكتورة حفصة.
تصمت قليلا قبل أن تضيف وهي مبتسمة: “أوتعلم أن تخوض الحملة الانتخابية البرلمانية بزيرو درهم، في مواجهة ديناصورات انتخابية تصرف الملايير؟ هذا لم يسبق أن حدث في تاريخ الانتخابات في المغرب… هذا ضرب من الجنون، لكننا رفعنا السقف عاليا، وصرنا رقما صعبا في هذه الحملة… أَوتعلم أن يخاف منك كائنات انتخابية؟ فهذا أكبر انتصار لنا”.
ما السر وراء ذلك، تجيب الدكتورة حفصة الرمحاني “إن السبب وراء هذا الانجاز بعود إلى كون حزب الخضر يحظى بتقدير وإعجاب شريحة واسعة من الشباب ومن الطلبة، الذين آمنوا بمشروعنا القائم على النزاهة والاستقامة والكفاءة”.
وعن سؤال بخصوص النتائح المتوقعة لاقتراع 8 شتنبر تقول الدكتورة حفصة الرمحاني: “كيفما كانت النتيجة، فإن الخضر سيخرجون منتصرين، لأنهم أبانوا للشباب أن الكائنات الانتخابية هي ديناصورات من ورق، ويمكن هزيمتهم… سنخرج منتصرين لأننا كنا سباقين في نهج سياسة أعادت ثقة الشباب في السياسة، وحفزتهم على المشاركة في الانتخابات”.
جمبع زملائها في الحزب يشهدون بدور وأهمية الدكتورة حفصة الرمحاني،”إنها ورقة رابحة، يقول عنها ياسين الريش الذي يخوض بدوره معركة بطولية ضد سماسرة الانتخابات بصفته وكيلا للائحة الخضر لمقاطعة الموت بني مكادة، وبضيف: “عزيمتها من فولاذ، وهي فعلا امرأة بألف رجل”.
وللإشارة فقد صدر للدكنورة حفصة الرمحاني هذه السنة. كتاب بعنوان “قضايا وآراء في الشأن العام المحلي”.
المعركة الانتخابية ليست سهلة، فهل المرأة الحديدية بطنجة قادرة على كسب الرهان ورفع سقف التحدي عاليا؟ كل المؤشرات الأولية تفيد بأن الدكتورة حفصة الرمحاني ستكون كلمتها وارنة ومؤثرة في تدبير الشأن العام المحلي والوطني.