نوال الجوهري
رئيس حكومتنا يزداد ثراء، وفقراء الوطن يتنازلون يوما بعد يوم على جزء من المساحة الضيقة التي تحتلها متطلباتهم اليومية، تخلوا عن اللحوم الحمراء، وحددوا الكميات الخاصة بالبيضاء، وفككوا ما تبقى من البساطة وهم يقللون من اقتناء سمك السردين، استجابة لنداء الغلاء الذي أعلنت عنه حكومة أخنوش.
تتصاعد ثروة أخنوش في اتجاه المليارات، وفيما يرفع هذا الثري من منسوب هاجسه نحو تحقيق المزيد من الثراء، فإن فقراء البلاد بدورهم يستوطنون عقل رئيس الحكومة، عبر تخصيص دعم مباشر لهم، حيث يلح قائلا “500 درهم ديال الدعم راه ماسهلاش”.أتساءل ببساطة أو بكثير من السذاجة، هل ينام عزيز أخنوش قرير العين، في ظل وجود أسر تضبط إيقاعها المعيشي على مبلغ 500 درهم، حصلت عليه مع شهادة تتويج منحها إياها رئيس الحكومة، بحماس أخنوشي داخل قبة البرلمان، حيث يستعرض في كل مرة تفاصيل دقيقة مرتبطة بالدعم المباشر، تجاوزت حدود الانتشاء بهذا الإنجاز الحكومي، ووصلت إلى حد إهانة الفقراء الذين باتوا لا يفكرون في العمل بسبب سحبهم 500 درهم كل شهر.
من حق أخنوش أن يدافع عن حصيلة حكومته ويشدد على أنها حققت ثورة اجتماعية غير مسبوقة، لكن من العار أن يربط برنامج الدعم الاجتماعي المباشر بتحسين أحوال الفقراء، بالقول “الدعم الاجتماعي سيمكن ملايين الأسر المغربية ضعيفة الدخل من الخروج من الهشاشة والتهميش الاجتماعي”، لكن هذا الاستنتاج الذي ساقه رئيس الحكومة، لا يزيد سوى من حقد شعب مقهور على رجل يحب الثراء.