رحل باشا اليوسفية السابق، وترك مظاهر احتلال الملك العمومي، حيث اعتقد المواطن بمدينة الفوسفاط، أن تختفي حالات السيبة التي رعاها المسؤول السالف الذكر، عبر احتلال مساحات شاسعة من الملك العمومي، وتحويلها إلى ملك خاص، برحيل الباشا السابق، إلا أن الوضع لا زال قائما ومكرسا لظاهرة احتلال الملك بشكل فاضح.
ويعد السطو على مساحة شاسعة بوسط المدينة وتخصيصها لإنتاج مواد البناء، مثالا صارخا للسيبة، حيث بدأ صاحب عملية الترامي باستغلال المساحة، قبل أن يتمادى ويحيطها بحائط اسمنتي، ويمنع الولوج إليها بوضع باب حديدي.
عملية الترامي التي لا تغيب عن عيون السلطة المحلية باليوسفية، حولت المساحة الأرضية التابعة للأملاك المخزنية، إلى ورشة لإنتاج مواد البناء، يزاول فيها أصحابها أشغالهم بأريحية تامة، ينتجون ويجنون الأموال، دون مساءلة ضريبية، طالما أن نشاطهم يخضع لمنطق “النوار”.
وسيكون القائد الجديد الذي تم تعيينه مؤخرا مسؤولا على المقاطعة الحضرية الأولى، أمام امتحان لمحاربة السيبة التي تبرز معالمها من خلال ظواهر سلبية، وأبرزها احتلال الملك العمومي، وحالة السطو على مساحة أرضية تابعة للأملاك المخزنية، واحدة من هذه الظواهر والحالات السيئة.