أثار رئيس فريق **الاتحاد المغربي للشغل** بمجلس المستشارين، نور الدين سليك، خلال المناقشة التفصيلية لمشروع **القانون التنظيمي للإضراب**، خروقات ارتكبتها **الشركة الوطنية للطرق السيارة**، حيث تلجأ إلى تحويل موظفيها إلى شركات المناولة بدلاً من ترسيمهم، رغم تقديمهم خدمات دائمة تُعتبر من صميم مهام الشركة.
وصف سليك، خلال اجتماع للجنة التعليم والشؤون الاجتماعية والثقافية، الوضع بأنه “خرق سافر للقانون بمباركة حكومية”، حيث إن العاملين في عدد من مؤسسات الدولة، الذين يشغلون مهام دائمة وأساسية، لا يستفيدون من حقوقهم الكاملة ولا يُرسّمون، رغم أن طبيعة عملهم تُصنف كعمل دائم.
التي شكلتها المهمة الاستطلاعية البرلمانية حول **الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب** أظهرت صورة قاتمة عن وضع الشركة وطريقة تسييرها ووضعها المالي، وذلك في الوقت الذي تُعاني فيه مجموعة من السائقين من مشاكل على الطرق السيارة، بالإضافة إلى استمرار الاحتقان في صفوف مستخدمي وأطر الشركة.
وأشار سليك إلى أن المغرب، رغم عضويته في منظمة العمل الدولية، يعاني من تقصير واضح في تحمل المسؤولية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية من طرف الحكومة وأرباب الشركات. وأكد أن العاملين في الشركة الوطنية للطرق السيارة يتعرضون لأوضاع صعبة، لأنهم يتحولون إلى نظام المناولة المخالف للقانون بدلاً من ترسيمهم.
أضاف سليك أن تنفيذ الاتفاق بين وزارات الداخلية والمالية والتجهيز والتشغيل، من جهة، والقيادة الوطنية للاتحاد المغربي للشغل من جهة أخرى، يواجه عراقيل تحول دون تطبيقه. وأوضح أنه عند الإعلان عن الإضراب، تتوقف الخدمة تماماً بسبب غياب الحوار الحقيقي، وتتنصل الشركة من مسؤولياتها بحجة ارتباط هؤلاء العاملين بشركات المناولة.
لا تزال معاناة مستخدمي **الشركة الوطنية للطرق السيارة** مستمرة رغم تعيين محمد الشرقاوي الدقاقي مديراً عاماً جديداً، حيث وجه سليك انتقادات لاذعة للمدير السابق عبد العزيز بنعزوز، متهمة إياه بعرقلة الحوار الاجتماعي، واصفاً إياه بأنه “مدير من عهد سنوات الرصاص”.
خلال مناقشة الميزانية الفرعية لوزارة التجهيز والماء في نهاية نونبر 2023، أكد سليك أن المدير العام السابق “يستهتر بأهمية الحوار الاجتماعي”، مشيراً إلى أن هذا النوع من المسؤولين لم يعد مقبولاً في العصر الحالي، بل ينتمي إلى زمن عفى عليه الزمن. وشدد على ضرورة إعادة إحياء **الحوار الاجتماعي** داخل الشركة لضمان حقوق المستخدمين وتحسين ظروف عملهم.