مرة أخرى، تثبت العصبة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، بقيادة رئيسها عبد السلام بلقشور، أنها ليست مجرد جهاز رقابي بل مؤسسة مسؤولة تُعلي من شأن العدالة وتحمي حقوق مكونات الكرة المغربية، مهما حاول البعض التحايل أو الهروب من الالتزامات.
قضية الحارس السابق عماد عسكر مع نادي اتحاد طنجة كانت عنوانًا مؤلمًا لتجربة حارس وجد نفسه مضطرًا للمطالبة بحقوقه، بعدما قضى شهورًا طويلة من الانتظار، وسط وعود كاذبة وتماطل ممنهج من إدارة الفريق.
ورغم صدور حكم لصالحه من الجهات المختصة، أصر مسؤولو اتحاد طنجة على التهرب، متجاهلين قرارات اللجنة المختصة، بل وذهبوا أبعد من ذلك بمحاولة تأخير هذه الملفات لرفع منع الانتدابات مؤقتًا، دون نية حقيقية لتسوية الملف.
في خضم هذا الوضع المقلق، جاء تدخل عبد السلام بلقشور ليمنح بصيص أمل للحارس المتضرر، بعدما أمر بصرف مبلغ مالي مهم لفائدة عماد عسكر، تنفيذًا للقرار الصادر عن لجنة النزاعات الاستئنافية، مُجهضًا محاولات التحايل التي قامت بها إدارة النادي.
وفي تصريح خاص لموقع “الواضح 24″، قال عماد عسكر: “توصلت بالجزء الأول من مستحقاتي بفضل تدخل السيد عبد السلام بلقشور – جزاه الله خيراً – وما زلت في انتظار تنفيذ الجزء الثاني، أما اتحاد طنجة، فقد تماطل بشكل مريب في أداء مستحقاتي رغم صدور الحكم النهائي.”
هذه الشهادة الصريحة تلخّص حجم المعاناة التي عاشها الحارس، كما تعكس أزمة بنيوية أعمق داخل إدارة اتحاد طنجة، التي لم تُوفِ بوعودها، ولم تحترم حتى الحد الأدنى من مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية، مما وضع العصبة نفسها في موقف محرج نتيجة محاولات التلاعب بالمعطيات القانونية.
وفي الوقت الذي يلتزم فيه مسؤولو اتحاد طنجة الصمت والغياب عن الساحة، ارتفعت أصوات منخرطي النادي وجماهيره تتساءل عن أسباب هذا الانهيار الإداري، وعن مصير الوعود التي أطلقها نصر الله كرطيط خلال حملته الانتخابية، والتي كانت تروج لتسيير شفاف وحل جذري للنزاعات.
وتُجمع مؤشرات متعددة على أن رئيس النادي مقبل على مرحلة دقيقة من المحاسبة، خصوصًا فيما يتعلق بتدبير ملفات حساسة، على رأسها النزاعات المالية وهيكلة الشركة الرياضية، وهي تفاصيل يُتوقّع أن تُفتح قريبًا أمام الرأي العام.
في النهاية، يؤكد عبد السلام بلقشور من جديد أن العصبة الاحترافية تقف مع الحق، وتحمي كرامة اللاعب المغربي، وأن القانون يمكن أن يكون فعّالًا حين يقترن بالإرادة والضمير، ويبقى الأمل أن يكون هذا التدخل بداية لإنصاف باقي اللاعبين الذين يعانون في صمت، وسط إدارات ما تزال تتعامل مع كرة القدم كمزرعة خاصة، لا كمؤسسة وطنية تُدار بالشفافية والمسؤولية.