بات الفشل يهدد مصير القمة العربية المزمع انعقادها بالجزائر خلال شهر نونبر المقبل، بعد اعتذار الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية ورئيس مجلس الوزراء، عن حضور أشغالها.
وفي الوقت الذي عزت فيه وسائل الإعلام الجزائرية الموالية لنظام العسكر، غياب الأمير محمد بن سلمان، إلى أسباب صحية، فإن وكالة الأنباء الألمانية كشفت بأن ولي عهد السعودية، سيكون حاضرا في قمة مجموعة العشرين في جزيرة بالي الأندونيسية الشهر المقبل.
ويبدو أن النظام الجزائري الذي كان يتطلع إلى حضور الملك محمد السادس في هذه القمة، فإنه تلقى صفعة قبل موعد انعقادها، بسبب غياب أبرز القوى العربية، ويتعلق الأمر بالمملكة العربية السعودية.
المؤشرات الحالية المرتبطة بتفاصيل قمة عربية يجري التحضير لها من قبل النظام الجزائري منذ سنة 2019، تشير إلى غياب العديد من الزعماء العرب، بعد اعتذار الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات، كما اعتذر الرئيس اللبناني ميشال عون، والرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، ومن المؤكد أنه لن يحضر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وملك البحرين، الأمر الذي يوحي بأنه يستحيل انعقاد قمة عربية، في دولة لا تثق فيها الأنظمة العربية، بسبب سياستها العدائية اتجاه جيرانها.
منذ سنة 2019 والجزائر تسعى إلى عقد قمة عربية فوق أرضها، لكنها فشلت على مدى أربع سنوات، وهذا ما يوضح بجلاء عزلة النظام الجزائري، التي أفرزتها مواقفه العدوانية، وسياسته العدائية، والتي تنطلق من إصراره على تقسيم المملكة المغربية بدعم حركة إرهابية انفصالية تسمى البوليساريو، وحشر أنفه في شؤون الدولة الليبية، وكذا دفاعه لعودة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية، دون الحديث عن تورطه مع النظام الإيراني وتخبطه في مشاكل داخلية.
وإذا كان من المرجح أن لا تنعقد القمة العربية في الجزائر، في ظل وجود نظام عسكري بائس يدير شؤون الجزائر، فقد ثقة الجزائريين، قبل أن يفقد ثقة الأنظمة العربية، فإن عبد المجيد تبون الناطق الرسمي باسم النظام العسكري، سيخرج لا محالة معلنا بأن الجزائر تتعرض لمؤامرة يقودها المخزن.