تباهى منير الليموري عمدة طنجة أمام نوابه في اجتماع للمكتب المسير للجماعة، بالدور الوهمي الذي لعبه أثناء زيارته لدولة كينيا، من أجل سحب سلطات هذا البلد الافريقي، اعترافهم بعصابة البوليساريو، ولم يلعب دورا مهما له دلالات اجتماعية، يقضي بإرغام شركة “أرما “على إرجاع عمالها المطرودين بدون مبرر.
عمال النظافة هم جزء هام من مكونات هذا الوطن، الذي هو بأمس الحاجة لأبنائه لتحقيق انتصارات ديبلوماسية، مثلما هو في الحاجة إلى عدالة اجتماعية، تقطع مع أزمة فوارق اجتماعية شاسعة، يجسدها فرق كبير بين تعويض سمين يقدر بملايين السنتيمات، يجنيه منير الليموري كل شهر من خزينة الدولة، وراتب شهري لا يتجاوز 3000 درهم يتقاضه عامل نظافة بمدينة طنجة، والطامة الكبرى أن هذا الأخير وجد نفسه مفصولا من العمل بدون مبرر، وبالتالي فقدان راتبه الهزيل.
ولاشك أن الرأي العام بمدينة طنجة يتساءل وهو يتابع تفاصيل شريط فيديو قصير يظهر فيه عامل نظافة بمدينة طنجة، طردته شركة “أرما” من عمله بدون مبرر وهو يتكلم بمرارة عن ظروف عمله القاسية، وعن راتبه الهزيل الذي لا يتعدى 3000 درهما، وعن جبروت الشركة التي مارست سطوتها في طرد العمال، ففاق عددهم أكثر من مائتي عاملا، “يتساءل ” هل عمدة طنجة منير الليموري ينام قرير العين، وهو يسمع كلمات عامل النظافة، التي تحمل معاني المعاناة وتختزن مظاهر الإذلال، وتكرس مظاهر الفوارق الاجتماعية الخطيرة، التي تهدد بحصول احتقان اجتماعي.
قبل أن يتباهى عمدة طنجة بلعبه دورا بطوليا وهميا، كان عليه أن يلعب دورا رائدا يتجلى في الدفع بشركة “أرما” في اتجاه إرجاع العمال المطرودين، وحفظ كرامتهم، لأنهم أبناء هذا الوطن، وحاجة هذا الأخير لأبنائه تتساوى مع حاجته لوحدته الترابية.