اعتبر الأستاذ الجامعي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة، ابراهيم المراكشي، أن المذكرة الشبابية التي وجهها أعضاء من حزب وشبيبة العدالة للمجلس الوطني، “برلمان الحزب” تحمل نقدا شديدا وصريحا للفترة التي ترأس فيها سعد الدين العثماني الحزب والحكومة.
وقال المراكشي في تصريح للواضح 24 بأنهم “بهذه المبادرة يقولون له بصريح العبارة إن قيادتك فاشلة، وآن الأوان لرحيلك”. وأضاف قائلا “العثماني جلد كثيرا في هذه المذكرة، وفي الواقع حمل ما لا ناقة له ولا جمل فيه، ولكن هذه هي السياسة عليك أن ترفع السقف عاليا”، قبل أن يصف الأستاذ الجامعي العثماني بغير المحظوظ، مشيرا “لو كان محظوظا لما ترأس الحكومة في ظرفية الجائحة”.
وحسب المتحدث ذاته فإن هذه المبادرة دليل “على مناعة الحزب وقوته، ودليل على نجاح ديمقراطيته الداخلية واتساع مساحة حرية التعبير بين مؤسساته”. وتابع “من هذه الزاوية يمكن اعتبار هذه المبادرة منطقية وتدخل في إطار التدافع والتنافس الحزبي من أجل التموقع واحتلال كل تيار لمواقع التأثير”.وأضاف “حزب بدون تدافع داخلي هو حزب جامد، الحركية الداخلية والتنافس بين أعضاءه هو قلب الحزب النابض، وغياب ذلك يدخل الحزب في حالة الموت البطيء، وهذا ما تعيشه جل الأحزاب السياسية التي تحولت إلى مجرد دكاكين انتخابية تفتح في المناسبات الانتخابية”. كما أن هذه المبادرة حسب المراكشي تعكس “صراعا خفيا بين تيارين، يطفو على سطح الأحداث تارة، ويخبو تارة أخرى، بين أنصار السيد عبد الإله بن كيران، وتيار آخر يضم عناصر متباينة قاسمها المشترك أنها تخاف من عودة بن كيران لرئاسة الحزب، وجد في شخصية سعد الدين العثماني هدفا مرحليا التفت حوله، دون أن يعني ذلك أنها تتفق معه أو تؤيده بشكل أعمى كما مع تيار بن كيران”.
وأشار الأستاذ الجامعي إلى أن هناك أطراف خارجية ستدفع في تعميق هذا الخلاف و َتحويله لأزمة عميقة قد تعصف بوحدة الحزب، وهذا السيناريو لا يمكن استبعاده على ضوء ما تعرضت له أحزاب أخرى كانت في إحدى الفترات تتغنى بقوتها وقدرتها على الاستقطاب”.قبل أن يشبه المتحدث ذاته المبادرة ب “كرة اللهب” التي أمامها احتمالان “إما التحكم فيها بالاستماع لصوت العقلاء”، وإما ستلتهب وتصيب الجميع”، وفي هذه الحالة “سيخسر الجميع على مدى البعيد، لأن المنتصر على المدى القريب، سيكون ضعيفا”.