أحمد الجوهري
في الوقت الذي بررت فيه قيادة حزب الأصالة والمعاصرة تجميد عضوية واحد من أعضائها الثلاث، بوجود شكايات ذات طابع تجاري، وفي الوقت الذي تحدث فيه الناطق الرسمي بشكل محتشم في الندوة الصحفية حول قرار تجميد عضوية صلاح الدين أبو غالي، خرج الأخير ليعري عيوب الجرار المتهالك، وليكشف عن محاولة فاطمة الزهراء المنصوري للانفراد بالقيادة والريادة.
صلاح الدين أبو غالي لم ينشر غسيل البام فحسب، وإنما كان بيانه مستقيما مع دفاعه عن مصداقيته، بل كانت قدرته على مواجهة دائرة المنصوري متميزة وتحمل دلالات التحدي والجدية وهو يقول “أتحدى أيا كان يمس مصداقيتي، وأخلاقي منذ التحاقي بحزب الأصالة والمعاصرة عند إنشائه”.
أبو غالي بسط الأسباب واستعرض الوقائع التي لا تخول للمكتب السياسي أن يتحول إلى فضاء للفصل في القضايا التجارية، ودون أن يشير إلى ذلك فقد أحال عبر إشارته إلى “السلوك التحكمي والاستبدادي للسيدة فاطمة الزهراء المنصوري” على عقيدة عميقة لدى القياديين في الجرار والمتمثلة في “طحن” المعارضين، والتي برزت أول مرة مع حكيم بن شماس وأبان عنها الأمين العام السابق عبد اللطيف وهبي وامتدت إلى فاطمة الزهراء المنصوري، وكان ضحيتها عزيز بنعزوز وهشام المهاجري وفاطمة الحساني، ومحمد سالم الجماني، قبل أن يأتي الدور على صلاح الدين أبو غالي.
فاطمة الزهراء المنصوري التي تنتشي بتصاعد أسهمها في المشهد الحزبي، وتستقوي بدائرة نفوذها في الحزب، التي تدور وتجد في محيطها سمير كودار ومحمد المهدي بنسعيد وأحمد التويزي وآخرين، ستدرك بأن قضية غالي ستلاحق الحزب خلال الاستحقاقات القادمة لأنها تشكل حلقة مهمة من مسلسل أزمات الجرار، وستلاحقها شخصيا طالما وأن أكثر من قيادي حزبي كان منصورا، وانتهى مخذولا.