النيابة العامة تتابع متهماً باختراق شاشات كأس إفريقيا وإهانة الأمن الوطني
أحالت النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية الزجرية بعين السبع، اليوم السبت، شخصاً يشتبه في تورطه باختراق اللوحات الإلكترونية الترويجية للعد التنازلي لانطلاق كأس إفريقيا للأمم “كان 2025″، المنصوبة بساحة الأمم المتحدة في قلب الدار البيضاء، على السجن المحلي عين السبع “عكاشة” في حالة اعتقال.
المتهم، وفق معطيات رسمية، يواجه مجموعة من التهم الثقيلة، أبرزها “إهانة موظفين عموميين أثناء قيامهم بمهامهم”، و”الدخول غير المشروع إلى نظام المعالجة الآلية للمعطيات”، و”إحداث خلل متعمد في النظام وتعطيله”. هذه التهم تأتي بعد أن عمد إلى بث عبارات نابية ومسيئة للأمن الوطني على الشاشات الإلكترونية المخصصة للترويج للبطولة القارية.
الحادثة التي وقعت قبل أيام قليلة أثارت جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، بعدما فوجئ المارة بساحة الأمم المتحدة، وهي من أبرز معالم العاصمة الاقتصادية، بظهور رسائل غير لائقة على الشاشات المخصصة للعد التنازلي لانطلاق العرس الكروي الإفريقي.
وتداول نشطاء صوراً ومقاطع مصورة للحظة الاختراق، وسط استنكار كبير للطريقة التي استغلت بها التكنولوجيا من أجل تمرير رسائل مسيئة في فضاء عمومي يشهد إقبالاً كثيفاً من الزوار والمواطنين.
وفتحت السلطات الأمنية، مباشرة بعد الواقعة، تحقيقات تقنية موسعة بتنسيق مع فرق متخصصة في الجرائم الإلكترونية، قصد تحديد مصدر الاختراق والمسؤولين عنه. وقد قادت هذه التحريات إلى توقيف المشتبه فيه الذي جرى الاستماع إليه في محاضر رسمية، قبل أن تقرر النيابة العامة متابعته قضائياً.
ويأتي هذا التطور في سياق استعداد المغرب لاحتضان نهائيات كأس إفريقيا للأمم في صيف 2025، وهو حدث كروي قاري تراهن عليه المملكة لإبراز قدرتها التنظيمية وتسويق صورتها كوجهة آمنة ومتطورة. غير أن حادث الاختراق أعاد إلى الواجهة النقاش حول ضرورة تعزيز حماية البنيات الرقمية المرتبطة بالفعاليات الكبرى، خصوصاً أن اللوحات الإلكترونية أصبحت جزءاً من المشهد الحضري ووسيلة للتواصل المباشر مع المواطنين والزوار.
يحذر خبراء أمنيون من تزايد الهجمات السيبرانية التي تستهدف الفضاء العمومي أو المؤسسات الحساسة، مشددين على أن “الأمن السيبراني” لم يعد ترفاً تقنياً بل أصبح ركيزة أساسية لحماية صورة البلد ومصالحه الاستراتيجية.
وبينما يواجه المتهم أولى جلسات محاكمته، ينتظر الرأي العام مآلات الملف، وسط دعوات بضرورة التعامل بصرامة مع مثل هذه الأفعال التي لا تقتصر تداعياتها على إهانة مؤسسة عمومية، بل تمتد إلى التشويش على حدث رياضي إفريقي بارز يُعقد عليه الكثير من اأمل.
