توقع “مركز التجاري للأبحاث” انتعاشا كبيرا في الاستهلاك الإسمنتي بالمغرب بين سنتي 2024 و2026، بنمو سنوي متوسط قدره 7 في المئة، بعد فترة من الركود التي كانت قد شهدتها السوق. هذا التوجه جاء بعد تسجيل انخفاض قدره ناقص 1,7 في المئة خلال العقد الأخير.
وحسب تقرير حديث لـ“Research report equity”، فإن هذا النمو المتوقع يعود إلى إطلاق أوراش كبرى للبنيات التحتية بالمغرب، بالإضافة إلى عودة النشاط في قطاع البناء الذاتي بعد عدة سنوات من الركود، وهذا نتيجة للجفاف الذي عانت منه البلاد.
أفاد المركز بأن استهلاك الإسمنت، الذي يعتبر المقياس الأساسي لصحة قطاع البناء والأشغال العمومية، قد شهد ارتفاعا بنسبة 8,2 في المئة خلال الأشهر العشرة الأولى من سنة 2024، بعد زيادة لم تتجاوز 1,1 في المئة خلال النصف الأول، و0,2 في المئة في سنة 2023. وتجدر الإشارة إلى أن السوق سجل تراجعا حادا في سنة 2022 بنسبة 10,5 في المئة.
بالنظر إلى هذه المعطيات، أوصى مركز الأبحاث المستثمرين بشراء أسهم شركة سيمار (إسمنت المغرب) المدرجة في البورصة بسعر 2200 درهم للسهم، بعد أن كانت التوصية السابقة تقضي بسعر 1800 درهم. ويتوقع المركز أن تصل قيمة السهم إلى زيادة تصل إلى 21 في المئة مقارنة بيوم 12 نونبر 2024.
ومع دخول شركة “إسمنت المغرب” في اتفاقية استراتيجية للاستحواذ على حصة 62,62 في المئة من رأسمال شركة “إسمنت تمارة” منذ 13 شتنبر الماضي، فإن هذه العملية تُعتبر خطوة إيجابية ستساهم في خلق قيمة مالية واقتصادية للمستثمرين في سوق البورصة.
وعلى صعيد الصادرات، لوحظ تراجع رقم معاملات الكلنكر الإسمنتي بنسبة 63 في المئة بين النصفين الأولين من سنتي 2023 و2024، حيث تراجع من 529 مليون درهم إلى 194 مليون درهم. كما تراجع السعر المتوسط للطن الواحد من 50 إلى 41 دولارا، أي بانخفاض يبلغ 18 في المئة.
وفيما يتعلق بأسعار المواد الأولية، تراجع سعر كوك النفط بنسبة 31 في المئة بين النصفين الأولين من سنتي 2023 و2024، حيث وصل من 162 إلى 111 دولارا للطن الواحد.
وكشفت الجمعية المهنية لشركات الإسمنت أن مبيعات الإسمنت بالمغرب تجاوزت 11,12 مليون طن عند متم شهر أكتوبر 2024، مسجلة ارتفاعا بنسبة 8,24 في المئة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية. حيث شهد شهر أكتوبر وحده مبيعات قدرها 1,3 مليون طن، مقابل 1,08 مليون طن خلال الشهر نفسه من 2023، مما يُعبر عن ارتفاع نسبته 19,74 في المئة.