عزيز البدراوي رئيس فريق الرجاء البيضاوي ومحمد الشرقاوي رئيس اتحاد طنجة، كلاهما تسلم زمام الأمور والفريق في وضعية حرجة، بل أن وضعية فارس البوغاز كانت أكثر صعوبة من وضعية الرجاء البيضاوي، بعد مغادرة المدرب بادو زاكي للفريق وتركه في أسفل الترتيب بصفر نقطة، فتكون بالتالي مهمة محمد الشرقاوي أكثر صعوبة، وتقترب من خانة المستحيل.
محمد الشرقاوي يرأس مقاطعة طنجة المدينة، وعزيز البداوي يرأس شركة للنظافة، مما يعني أن كلاهما قادم من دفة التسيير والتدبير، ويملك مقومات تسمح له تدبير شؤون فريق كرة قدم في قسم الصفوة.
قاسم آخر يجمع بين هاذين الرئيسين هو اللاعب محسن متولي، ابن الرجاء البيضاوي، الذي رآه عزيز البدراوي لاعبا أكل عليه الدهر وشرب، ولا يصلح لفريق الرجاء البيضاوي، فيما جعل منه محمد الشرقاوي قائدا في الميدان، وسندا للاعبين فيما تبقى من دورات البطولة، فأبان محسن متولي عن علو كعبه كلاعب لا زال يفيض بالعطاء، وخيب حسابات عزيز البدراوي.
محمد الشرقاوي لا يتكلم كثيرا، وأول تصريح أدلى به لوسائل الإعلام، غداة تسلمه رئاسة فريق اتحاد طنجة، كان مقتضبا ومفاده “لا أعدكم ببقاء الفريق بقسم الصفوة” لأنه كان يدرك حجم المهمة وصعوبة المرحلة التي تشبه المغامرة، فيما أن عزيز البدراوي “ثرثار كبير”، يطلق الكلام على عواهنه، وأول تصريح له قال “غادي نبلبلوها” وهذه العبارة انتشرت عبر المواقع التواصل الاجتماعي، انتشار النار في الهشيم، لأنها تحمل دلالات الشعبوية وتنهل من قاموس “البلطجة”.
رئيس فريق اتحاد طنجة محمد الشرقاوي تجمعه علاقة جميلة بالجماهير الطنجاوية، وأقدم على بادرة حميدة، تتمثل في تكريم عدد منهم، ومنح بعضهم تذاكر عمرة إلى الديار المقدسة، وهي التفاتة جميلة استحسنها الجميع، وأشاد بها الجل، فيما علاقة عزيز البدراوي بالجماهير الرجاوية متوترة، ووصلت إلى الحضيض، بسبب الاتهامات المتبادلة، والكلام النابي، دون الحديث عن علاقته السيئة بالمنخرطين، وباقي أعضاء المكتب المسير.
عندما فطن محمد الشرقاوي، إلى أن فريقه يحتاج إلى مزيد من الدعم الجماهيري، رفع من منسوب هذا الدعم، عبر تخفيض أسعار التذاكر، والنتيجة امتلاء مدرجات ملعب طنجة الكبير بحضور جماهيري كثيف فاق الخمسين ألف متفرج، والنتيجة انتصارات متتالية أنعشت آمال الفريق في البقاء ضمن الكبار، وعلى النقيض رفع عزيز البدراوي أسعار التذاكر متماشيا مع غلاء الأسعار، والأدهى من ذلك زاد من غضب الجماهير باستفزاز لا يخلو من دناءة قائلا ” المقابلة منقولة على شاشة التلفزة المغربية، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها”، والنتيجة انهزام الرجاء في عقر داره، فيما البدراوي بلع لسانه، ولم يتحدث حتى عن فضيحة تحكيمية خوفا من رئيس الجامعة فوزي لقجع.