بفضل هذا المشروع لن تعاني مدينة آسفي من نقص في المياه بسبب الجفاف، كما أن مركب الفوسفاط بالمدينة لن يعتمد على مياه السد.
هذه الجملة القاطعة المانعة التي جاءت في مقالات ترويجية – للاشارة عادة ما يرتبط الترويج بالاشهار ويرتبط الاشهار بالدفع – جاءت في إطار الحديث عن قرب افتتاح محطتين لتحلية مياه البحر بمدينة آسفي في غضون أسابيع ، يقوم بانجازهما المكتب الشريف للفوسفاط… حيث من المفروض أن تكون الاشغال بالمحطة الأولى والتي بلغت فيها حوالي 75 في المائة ( إبان نشر المقالات بتاريخ 20 دجنبر 2023 ) قد انتهت أواخر شهر يناير 2023 المنصرم ، ليكون انتاجها من المياه مخصصا لتلبية حاجيات المركب الصناعي، مما كان سيمكن إدارة هذا الاخير من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الماء والكف عن استنزاف الجزء الأكبر من مياه سد سيدي عبد الرحمان الموجه لتلبية حاجات ساكنة آسفي و تتجنب بذلك المدينة ما عانته سابقا من وضع حرج في التزود من هذه المادة الحيوية وفي مناسبات عديدة ، كانت دفعت إدارة الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بآسفي إلى تخفيض صبيب المياه والتهديد بقطعه عن الساكنة في إطار ما سمي ب ” التدبير المعقلن” لهذه المادة .
في ذات السياق تحدثت نفس المقالات الترويجية عن نهاية شهر مارس 2023 كتاريخ لانتهاء الأشغال بالمحطة الثانية الخاصة بالماء الصالح للشرب الموجه للمدينة، والتي ستبلغ قدرتها الإنتاجية 10 ملايين متر مكعب، والتي بلغت الأشغال فيها حوالي 40 في المائة في 20 دجنبر 2023 تاريخ نشر تلك المقالات …
اليوم وبعد مرور ثلاثة أشهر عن موعد انتهاء الأشغال في المحطة الأولى وشهر عن انتهائها بالمحطة الثانية ، يبدو إن إدارة المجمع الشريف للفوسفاط ستخلف – كعاداتها – وعدا جديدا قطعته على نفسها مع ساكنة آسفي ، و يتعلق هذه المرة بموضوع انجاز هذا المشروع الذي من المفروض انه سيجنب المدينة معاناة نقص التزود بالمياه بسبب الجفاف، ناهيك عن كف مركب الفوسفاط بالمدينة الاعتماد على مياه سد سيدي عبد الرحمان…
الخبر اليقين ، والآتي بتاريخ اليوم 29 أبريل 2023 عن حقينة سد المسيرة – الذي يعتبر بمثابة المزود الحصري لآسفي من المياه – يتحدث عن نسبة ملأ لا تتجاوز 4,70 في المئة في ظل وضعية حرجة تتميز بارتفاع درجة الحرارة ونزوحنا نحو فصل الصيف و استحكام انحباس المطر ، ناهيك عن غياب تام للتواصل من طرف المسؤولين سواء على المستوى المحلي بآسفي بدءا بعامل الاقليم مرورا بمسؤولي المجمع الشريف للفوسفاط وانتهاء بالمسؤولين وطنيا وعلى رأسهم وزير التجهيز والماء مقابل الارتكان الى سياسة دس رؤوسهم في التراب كالنعامة ، منتظرين لحظة الحقيقة لبدء تراشق عبارات التنصل من المسؤولية ورميها على الاطراف الاخرى دون الإسراع للقيام بمجهودات مضاعفة استباقا للخطر الداهم ، أولها البحث في أسباب التأخر الحاصل في إنجاز المحطتين ، وثانيها تكثيف الجهود للقيام باللازم لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات وثالثها تسريع وتيرة الانجاز لتحقيق الأمن المائي للمدينة المهددة بالعطش ، في ظل تفاقم الوضعية يوما عن يوم بفعل استمرار المجمع الشريف للفوسفاط في استنزاف كميات كبيرة من مياه سد سيدي عبد الرحمان…
في الاخير ، و أمام تكرار هذه المهازل في التدبير و التي لا تراعي لهذا الوطن إلا ولا ذمة … وإلى حين أن ينهض كل مسؤول بمسؤوليته أمام الله والوطن والملك… سأبقى أردد ، لك الله يا وطني في كل مسؤول يقتات من استقرار هذا الوطن و رخاء مواطنيه…