من الواضح أنه في وقت ليس بالبعيد، كان من الصعب على العوالم العربية منافسة الدول العظمى في مجالات الموضة أو على الأقل مجرد مسايرة سرعة تقدمها في المجال. إلاَّ أن طموح عديد من المصممين الشباب جعلهم يتمكنون من ترك بصماتهم على أعلام الموضة العالمية، والخروج بثقافات أزيائهم من ضيق الحدود إلى شساعة العولمة ومنصات ال(Fashion ).
من بين هؤلاء المصممين خطَّت بشرى الداودي اسمها عريضا في مجال التصميم العالمي، عُرِفت بكونها مصممة عربية من مدينة وجدة شرق المغرب، جعلت من بريطانيا مستقرا لها لأزيد من 30عاما. تعد سفيرة للقفطان المغربي والوجدي على وجه الخصوص. وهي واحدة من المصممات اللواتي تألقن تحت أضواء العالمية؛ مبرزة الطابع المغربي بأناقتها وجمالها خارج أرض الوطن..
سبق أن صرحت بشري الداودي لعديد من المحطات الإعلامية عن بداياتها قائلة: “طفولتي مرت سعيدة، وبها تتصل ذكريات ملؤها الحيوية، خاصة ما يرتبط بعائلتي، فأنا منذ صغري كنت أعشق الموضة وكل ما يتعلق بالأزياء وهذا على سبيل المثال، فقد كنت أقوم بخياطة الملابس للدمى، ثم أصبحت أرسم فساتين وبعض الخربشات… وجدت هذا هو عالمي الذي أبدع فيه، فتميزت بجمع التراث المغربي الأصيل والذي يضم القفطان المغربي الأصيل والبلوزة الوجدية العريقة، وأدمجهما بالألوان الزاهية وأخرج منهما مزيجا رائعا منحني شهرة كبيرة في مجالي عربياً ودولياً”.
وقد عبرت المصممة المغربية في حوار لها عن امتنانها الكبير لوالدها الذي إلى جانب التربية الحسنة التي لم يبخل عليها بها، فقد كان نقطة إلهام لها بأن كان له الفضل في تعليمها أولى لمسات فن الخياطة والطرز بحكم مهنته. حيث تقول: ” كان لوالدي رحمه الله الفضل الكبير في توجيهي التوجيه الصحيح، ولا زلت لحد الآن أحتفظ بفساتين لي من تصميمه.”
بلغت بشرى الداودي في مسيرتها المهنية نجاحا قادها نحو مرحلة جديدة من الإحترافية، مكنها من المشاركة في مجموعة من عروض الأزياء والفاشن في بريطانيا وبلجيكا، وهولندا وسكوتلندا والمغرب. تميزت مجموعتها بمزجها الراقي بين الأصالة والمعاصرة في تصاميمها؛ من خلال تقديم نظرة جديدة للقفطان المغربي الأصيل والبلوزة الوجدية بأسلوب عصري مليء بحس الرقي الجامع بين ما هو تقليدي وبين اللمسات العصرية التي تجعل منه قطعة فنية أبعد ما تكون عن الإبتذال.
تقول الداودي: “منذ طفولتي كنت أعشق تنسيق ثيابي وتقليد العارضات، كلها عوامل زرعت بداخلي هذا المجال مبكراً”، لافتة إلى أن زيارتها الأولى لبريطانيا دفعتها إلى إتمام دراستها ثم الانطلاق في مجال تصميم الأزياء.”
وتضيف: “بدأت أتعامل مع القفطان المغربي سنة 2010، ثم عملت على تطوير مشروعي الفني في عالم التصميم والموضة إلى أن أصبحت لي شهرة داخل وخارج المغرب، بعد ذلك انتقلت إلى تصميم ملابس النساء الشابات من العروس إلى الأم العصريّة وحتى الأطفال لهم نصيب كبير من تصميماتي المتشابهة مع أمهاتهم، والتي شاركت بها في مجموعة من العروض والمحافل الدولية “.
وتردف: “كل تصاميمي سواء القفطان المغربي الأصيل أو البلوزة الوجدية التقليدية حاليا ناجحة، لكن الطموح يطال الأفضل والأكبر والأكثر تميزا على الدوام”.
وبالطبع فالنجاح في أي ميدان يتطلب المثابرة والحب والعمل الجاد لحصد نتائج ناجحة، وهذا كان موقف مصممتنا أيضا، حيث تقول بأن مجال الموضة لا يحتاج إلى حب وميول فقط، بل إنه يحتاج إلى شغف كبير جدا ويحتاج إلى استثمار كثير من الوقت للحصول على نتائج.
وهذا بالضبط ما عملت به المصممة الناجحة بشرى الداودي لترتقي إلى سلم المجد، ولتترك بصمتها في المجال رغم شراسة المنافسة. استطاعت بحبها لهذا الفن وطموحها الكبير وعملها الجاد أن تصنع لنفسها النجاح وترضى نفسها به.