أحمد الجوهري
بمنطقة أولاد افرج وضع نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال، الخطوة الأولى في رحلة الشعبوية التي يبدو أنها ستمتد إلى مرحلة الاستحقاقات القادمة، حيث ألقى باللوم على التجار في ارتفاع الأسعار الذي أنهك القدرة الشرائية للمواطنين، كما هاجم بركة مستوردي الأكباش متهما إياهم بالمضاربة في أسعار الأضاحي، بعدما استوردوها بألفين درهما وإعادة بيعها بأربعة الآف درهم للمواطنين.
لم يخل خطاب نزار بركة في تجمعه الخطابي بأحد مناطق دكالة، من الشعبوية، التي تنهل من كؤوس النفاق الانتخابي، وكان تجسيدا لخطاب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وتكريسا لشعبوية حميد شباط، الذي حاول السير على نهج ابن كيران، لكنه أخفق، ووجد نفسه تائها بين الأحزاب.
هجوم بركة على التجار والمستوردين، يشكل نوعا من أنواع الضحك على الذقون، أو محاولة لذر الرماد في عيون المغاربة، إلا أن هذا الإيقاع الانتخابي، الذي اختاره الأمين لعام لحزب الاستقلال الذي يشارك في الحكومة، انكسر منذ الوهلة الأولى لسببين، الأول هو ما لخصه الباحث أيوب الرضواني، عندما شبه خطاب نزار بركة بخطاب القذافي، عندما واجه المحتجين الليبيين سنة 2011 بإخبارهم بأنه سيخرج بدوره للتظاهر والاحتجاج ضد الحكومة، فيما السبب الثاني يتمثل في انتهاء مفعول الشعبوية السياسية، بعدما مارسها اب كيران بخفة ودهاء إلى أن أفرغ منسوبها في معارك انتخابية، إلى أن انتهى به الأمر وسط عزلة سياسية.