“أعتقد أن هذه الزيارة التاريخية ستكون نقطة تحول في العلاقات بين تركيا وإسرائيل” هذا التصريح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قاله في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الإسرائيلي الزائر إسحاق هرتسوغ في العاصمة التركية أنقرة.
زيارة هرتسوغ لأنقرة كانت بهدف تطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين، ليكون بذلك أول رئيس إسرائيلي يزور تركيا منذ تدهور العلاقات بين البلدين عام 2010، حيث حظي باستقبال رسمي من قبل أردوغان، وهو ما أثار جدلا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة وأن الزيارة تأتي على وقع تصعيد تشهده الأراضي الفلسطينية.
غير أن اللافت للانتباه هو موقف إعلاميين عرب لطالما وجهوا سهام نقذهم اللاذع للدول العربية والإسلامية التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل، ولم يتركوا مناسبة وغيرها لجلد المغرب والإمارات والسعودية، حيث التزم الجميع الصمت، فلم تعلق خديجة بن قنة ولم يمارس عبد الحفيظ الدراجي جذبته المعتادة ونسي ريان أو تناسى بكائيته المعتادة.
مذيعة قناة الجزيرة الشهيرة خديجة بن قنة التي التحفت بالعلم الفلسطيني عقب فوز منتخب بلادها الجزائر بكأس العرب، وهاجمت المغرب أكثر من مرة تحت ذريعة التطبيع، لاذت هذه المرة بالصمت ولم تنبس ببنت شفة أو تعلق بنصف كلمة على الحفاوة التي استقبل بها أردوغان نظيره هرتسوغ، وهو الصمت الذي التحفه زميلها في العمل حفيظ الدراجي، مما حذا بالمعارض الجزائري الشهير أمير ديزاد إلى التعليق بالقول “قطراجي، بن قنة وحبيبنا ريان كاش منشور على أردوغان زعمة؟ ولا قطر ما تحبش، والأغنية “جاي على عودو لا يشالي يا لالا”.
وإذا كنت بن قنة والدراجي اختارا الصمت وابتلعا لسانيهما، فإن جمال الريان ذهب أبعد من ذلك، حيث انبرى للدفاع عن الرئيس التركي عقب الانتقادات التي وجهت له، مشيدا بمواقفه اتجاه القضية الفلسطينية.
وقال ريان في تغريدة له على تويتر “الرئيس أردوغان مواقفه مشرفة تجاه فلسطين، فلم يبادر بإقامة علاقات مع الكيان الصهيوني، بل ورثها من حكومات سبقته بفعل انهيار الإمبراطورية العثمانية”. وأضاف في سياق تغريدته التبريرية “تركيا ليست عربية لكي يقارن ويبرر بعض العرب تطبيع تركيا بتطبيع أنظمة عربية مع إسرائيل قبل تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني”، وهو ما عرضه لموجة انتقادات لاذعة، واعتبره رواد مواقع التواصل الاجتماعي مجرد منافق يتلون حسب المصلحة.