قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن المعارض المغربي الشهير المهدي بن بركة والذي قُتل بعد اختطافه يوم 29 أكتوبر عام 1965، قرب أحد المطاعم بباريس، – قالت إنه- كان جاسوسا للسوفييت تحت غطاء المخابرات التشيكوسلوفاكية.
وتضيف الغارديان أنه “على مر السنين، ظهرت الكثير من المعطيات حول مقتل الرجل البالغ من العمر 46 عامًا: كيف تم نقله إلى منزل جنوب باريس، حيث تعرض للتعذيب والقتل على أيدي عملاء المخابرات المغربية. لكن العديد من أنشطة بن بركة قبل وفاته ظلت محاطة بالغموض. كشف بحث جديد الآن في أرشيف دول الاتحاد السوفيتي السابق أن هذا المفكر صاحب الشخصية الجذابة ورجل الدعاية والمنظم السياسي ربما كان أيضًا جاسوسًا”.
وأوردت الصحيفة البريطانية الشهيرة في تقرير نشرته اليوم الأحد 26 دجنبر الجاري، استنادا إلى ملفات استخباراتية تشيكوسلوفاكية تعود الى حقبة الحرب الباردة تم رفع السرية عنها مؤخرا، أن بن بركة قد تلقى تدريبا على يد المخابرات السوفييتية حول طريقة جمع المعلومات وإرسالها الى المعسكر الشيوعي خلال الحرب الباردة، وأطلق عليه لقب “الشيخ”، وكان يستفيد تكرارا من مقابل مادي نظير خدماته، لكنه لم يصنف يوما ك”جاسوس” بل ذكر في التقارير ك”مصدر مهم للمعلومات”.
وتضيف “الغارديان” نقلا عن جان كورا، الأستاذ المساعد في جامعة تشارلز في براغ، الذي اطلع على الملفات: “يُنظر إلى بن بركة عادةً على أنه حارب المصالح الاستعمارية وكافح من أجل العالم الثالث، لكن الوثائق تشير إلى صورة متخلفة تماماً: رجل لعب لصالح أطراف عديدة وعرف الكثير وأدرك أن للمعلومات قيمة ثمينة في الحرب الباردة، انتهازي مارس لعبة بالغة الخطورة”.
وأضاف كورا “لم يعترف بن بركة قط بالتعاون مع جهاز المخابرات، كما لم تدرجه شرطة تشيكوسلوفاكيا السرية في قائمة جواسيسها بل كان مجرد (جهة اتصال سرية). لكنه كان يُقدم المعلومات، ويتلقى أجراً”.
وأردف المصدر ذاته “كان رجلاً ذكياً وحذقاً للغاية. إذ لا توجد وثيقة واحدة عليها توقيعه، ولا عينات لخط يده. وكان يخضع للاستجواب الشفهي لساعاتٍ، وأحياناً ما كان يستخدم آلة كاتبة، لكنه رفض دائماً كتابة أي شيء بخط يده”.
وأضافت الصحيفة أن بن بركة قد بدى في آخر أيامه أقرب الى الصينيين الشيوعيين منهم الى السوفييت، حيث تلقى أموالا من بكين وصلت الى 10 الاف دولار، كما أنه كان على اتصال بال CIA رغم كونه مناهضا للامبريالية والمصالح الأمريكية في المغرب والعالم الثالث، وهو ما يجعله “عميلا مزدوجا” حسب الصحيفة ذاتها.