وضع نشطاء بيئيون في منطقة زاكورة ملتمساً على طاولة وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، من أجل التدخل لمنع زراعة البطيخ الأحمر وحماية الملك العام المائي. و
قد انتقد النشطاء تأخر إصدار قرار ملزم يُنهي “هذه الزراعة التي تستنزف مياه الزاكوريين”، في الوقت الذي بادرت فيه باقي أقاليم الجنوب الشرقي مثل تنغير وطاطا إلى إيقافها.
في أواخر شهر أكتوبر الماضي، تفاعل عامل إقليم زاكورة مع نداءات عدد من الفعاليات المدنية المحلية، مطالباً بتقنين زراعة البطيخ الأحمر وحماية المياه الجوفية، من خلال تحديد مساحة هكتار واحد كحد أقصى لكل مستغل.
جمعية أصدقاء البيئة، في مرسلتها لوزير الداخلية، أشارت إلى “الأزمة المائية الصعبة والمقلقة” التي يعيشها الإقليم، مؤكدة على أن المنطقة انتقلت من مرحلة نقص المياه إلى مرحلة العجز المائي نتيجة التغيرات المناخية والجفاف الحاد.
كما أضافت الجمعية أن زراعة البطيخ الأحمر تُعتبر السبب الرئيسي في استنزاف الثروة المائية، مما أدى إلى تأثيرات سلبية على الإنسان والمجال، حتى الواحات. وانتقد أصدقاء البيئة تكرار القرارات السابقة التي لم تُؤدِ إلى النتيجة المرجوة، حيث زادت المساحات المزروعة بشكل ملحوظ.
أقشباب جمال أوضح أن مراسلتهم لوزير الداخلية جاءت بعد عدم تجاوب والي إقليم زاكورة مع مطالبهم التي تهدف لحماية موارد الساكنة المائية. وتساءل عن سبب عدم اهتمام العامل بالموضوع، في حين أن باقي عمال أقاليم الجنوب الشرقي اتخذوا خطوات فعالة لمواجهة هذه الأزمة.
عمالة إقليمي تنغير وطاطا سبق لهما أن منعت زراعة البطيخ الأحمر بسبب استهلاكه الكبير للموارد المائية، خاصة في ظل أزمة المياه الحالية. وتساءل الفاعل البيئي عن عدم الالتزام بالمقرارات السابقة، مشيراً إلى ارتفاع الإنتاج خلال نفس الفترة.
كما أشار إلى أن الفلاحين الصغار تضرروا من هذا الوضع، حيث انخفض سعر البطيخ الأحمر مما جعل المنافسة مع المزارعين الكبار صعبة. ولفت أقشباب إلى أن المشكلة تكمن في الالتزام بالمقررات، حيث إن شساعة إقليم زاكورة تجعل عملية المراقبة معقدة.
من جهة أخرى، القرار العاملي الأخير جاء مع إجراءات جديدة، منها تثبيت عدادات لقياس استهلاك المياه للفلاحين، إلا أن بعض المزارعين قد يقومون بالتحايل على هذا النظام.
عند سؤاله عن التأثيرات السلبية على المزارعين، أوضح أن الفلاحين لا يستفيدون كثيراً مقارنة بالسماسرة، مما أدى إلى توجه العديد منهم نحو الزراعات البديلة مثل زراعة الخضروات بدلاً من البطيخ الأحمر.