الأمر لا يتعلق بمعادلة تيئيسية صرفة أو ضرب لأحلام فقراء المملكة.. بل بحقيقة ساطعة كالشمس أبرزها تقرير لمنظمة “OXFAM” وهي اتحاد دولي لـلمنظمات الخيرية التي تركز على تخفيف حدة الفقر في العالم، حول التفاوتات الصارخة التي تطبع المغرب خاصة فيما يتعلق بالنظام الضريبي.
وفيما تحصل ثلاثة مليارديرات مغاربة خلال 2018 على ما مجموعه 44 مليار درهما (4,5 مليار دولار)، فإن هذه الحصيلة تترجم حجم استهلاك ما مجمعه 375 ألفا من فقراء المغرب.
واستعرض التقرير كيف أن المغرب يعد البلد المغاربي الأكثر تمثيلا لغياب عدالة ضريبية بما يقوض المساعي الرامية إلى تحقيق تنمية مستدامة، مشيرا إلى أنه في ظل التقدم الطاريء بالمملكة في مناحي عدة، يظل “النظام الضريبي” مثل “كعب أخيل” محيلا على أنه لا يساير هذه التطورات وبالتالي يقوض مساعي التطور.
وتطرق التقرير أيضا إلى أن حملة المقاطعة التي كانت شملت منذ شهر أبريل 2018، ثلاثة منتوجات هي “حليب سنطرال” و”الماء المعدني سيدي علي” و”محروقات إفريقيا”، تعد تعبيرا عن غلاء المعيشة المسجل في المغرب الذي يعد نظامه غير منصف البتة “يزيد في غنى الغني وفي فقر الفقير”.