عيد ميلاد سعيد
19 غشت 2020 أطفئ شمعتي 26 .. عام من عمري قد مضى وعام جديد من عمري أعانقه… اللهم إني أستودعك ما فات فاغفر لي ما كان فيه، وأستودعك عامي الجديد فبارك لي فيه واكتب لي الخير فيه ثم أرضني به.
اللهم اجعله عمرا مديدا في طاعتك… كل سنة تأتي وإلا أجدد العهد والعزم لكل طموحاتي المستقبلية… ودائماً شعاري في الحياة: “ما دام قلبك ينبض في الحياة فلا شيء مستحيل”.. “فلتكن روحك جميلة مهما تضخمت في قلبك الأحزان، لا تتوقف عن العطاء وٱمنح إبتسامتك للجميع”.
سنة هجرية مباركة تذكرنا ببعض الخصال الصالحة لكل زمان ومكان:
1- إننا اليوم غير مطالبين بالهجرة المادية إلى وطن آخر، لكننا مطالبون بأن نهجر المحرمات والموبقات، وبأن نهجر الدعة والراحة، ونهتم بقضايا المسلمين ووطننا وننتصر لكلمة الحق بما نستطيعه؛
2- إن واقعنا اليوم، والتخاذل الذي تظهره كثير من القوى الحية، بل يسعى الكثير منا -وهو على بينة من الحق!- للوقوف والاصطفاف في صفوف المتفرجين في حياد سلبي تام غير مبرر، في اتجاه العديد من القضايا الوطنية منها والمحلية (العادلة بطبيعة الحال)، وغطرسة أعداء التنمية وأعداء الوحدة الوطنية وأعداء القضية الفلسطينية، يدعو إلى مزيد من اليقظة وشيء من الجرأة والتجرد ليس لصالح جهة ما، بل لصالح الحق، والحق أحق أن يتبع وكذلك يدعو إلى اليقين في نصر الله تعالى للمستضعفين، وأنه ما ضاع حق وراءه طالب مثابر؛
3- وفي الأخير يجب علينا أن نغرس في أنفسنا نحن شباب هذه الأمة #الهمة_والتطلع لكتابة أحداث عظيمة يخلد بها ذكرنا، لا أن نركن للخلف، وأن ينسانا التاريخ!!. إننا اليوم نتذكر النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر ثاني اثنين وصهيب وأسماء… كلهم صنعو حدث الهجرة.
عيد الشباب مجيد
دلالة التسمية وليس المناسبة (غالية بطبيعة الحال)، استوقفتني لوضع مجموعة من التساؤلات المشروعة، من مثل ما حظ الشباب من هذا العيد؟ وهل كل الشباب له نفس مستوى الوطنية، بل هل للشباب المغربي حظ من الوطنية أصلا؟ كيف سيستشعر الشاب في بلد مثل المغرب أنه في وطن حر في مستوى واحد دون فوارق ودون تفاوتات..!!؟، هل مخططات البلاد تسير وفق طموحات الشباب؟ هل المؤسسات تساهم في التنشئة الحقة للشباب؟ هل المنظومة الموجهة للشباب (من تعليم ورياضة، وثقافة وو…) تساهم في بناء الأمل لمغرب أفضل، أم تحبيط القدرات وإهدار الوقت والطاقات؟ …
4- كلها أسئلة نحتاج معها إلى أجوبة جماعية من طرف كل المهتمين أفرادا ومؤسسات.. فالرهان على إكساب مواطنة الشباب، يتطلب الإجابة على الأسئلة أعلاه، وفق منظور تشاركي (ليس قرارات جاهزة)، لكي يقبلوا عليه بمسؤولية وبوعي بحقوقهم وواجباتهم، بل ويتحملوا مسؤوليتهم في استيعاب وتنزيل ما أشرفوا عليه أمس بأنفسهم.
5- إن عيد الشباب بدلالته على ربيع الحياة وزهرة العمر، لابد له أن يعكس هذا المعنى في واقع بلدنا العزيز المغرب، ليس العكس!! فالحال يحكي غير ذلك للأسف، المدارس والجامعات لم تعد تؤدي أدوارها الطلائعية في تخريج النخب المواطنة حقا! أصبحت تخرج آلات تقنية للمجتمع تهتم بتخصص معين ولا تفقه شيء آخر غيره!! إلا ما رحم ربك، وهذه العينة تكون قد درست في مدارس موازية أخرى! أما عن الصحة داخل المغرب فلا يمكنني أن أزيد عن ما كشفت عنه الكورونا. ثم الواقع المظلم في الحقوق والحريات، التي أصبح انتهاكها هو عنوان المرحلة، من اعتقالات أقل ما يقال عنها أنها بئيسة الصنع والإخراج..
مناسبة عيد الشباب، لم يسبق لها أن استوقفتني حقيقة. وبما أن دلالتها (المعنى) هي ميلاد، وهو ما يستوجب معه الوقوف عند:
6- ميلاد أوضاع جديدة لهذه البلاد العزيزة على قلوبنا، لا نريدها كما شخصها الملك حفظه الله في خطاب العرش، تحتاج اليوم إلى كسب رهان العدالة الاجتماعية والمجالية، لاستكمال بناء مغرب الأمل والمساواة للجميع، مغرب لا مكان فيه للتفاوتات الصارخة، ولا للتصرفات المحبطة، وإهدار الوقت والطاقات؛
7- ميلاد لحظة قطيعة نهائية مع التصرفات والمظاهر السلبية، وإشاعة قيم العمل والمسؤولية، والاستحقاق وتكافؤ الفرص لكل مكونات المجتمع بهذف السير نحو الأمام بهذه البلاد السعيدة وإعطاء فرصة حقيقية لشبابها من أجل إشراكهم ودعمهم ومواكبتهم؛
8- ميلاد لحظة فاصلة للقطع مع ريع التعيينات والأجور الباهضة، التي تكرس الفوارق الصارخة بين أجور مستخدمي نفس الوطن (300 ألف درهم مقابل في بعض المناصب، مقابل 1050 درهم في مناصب أخرى!!)؛
9- ميلاد نخبة سياسية جديدة، ركيزتها الشباب، وشعارها “نحو كسب رهان النموذج التنموي الجديد، يسع بين أحضانه كل المغاربة”، ونضالها (أي النخبة) من أجل إرساء مؤسسات الدولة وإعلاء مصلحتها (البلاد) وراية القانون؛
10- ميلاد وطن حر، ينعم فيه أبناءه البررة بالحرية، وإعلاء كلمة الحق في وجه من كان، وكيف ما كان.