في الوقت الذي كانت تسعى فيه فاطمة الزهراء المنصوري عزل زمليها في القيادة صلاح الدين أبو الغالي، ووضعه خارج دائرة القرار مع اقتراب موعد التعديل الحكومي، لم يتطوع أحد من حكماء الحزب لتنبيهها بأن الأحكام المرتبطة بهذا القرار غير موضوعية، وقد تضعها هذه الخطوة في عزلة وسط المشهد السياسي قبل أن تحولها إلى امرأة نصفها الأسفل مدفون في التراب، والنصف الأعلى يتلقى الضربات.
المتتبعون للساحة السياسية والحزبية رصدوا بوضوح عدة حقائق أبرزها جرأة صلاح الدين أبو الغالي في الدفاع عن مصداقيته، وقدرته على خوض رحلة طويلة لمواجهة أتباع جرار المنصوري، ويكفي أنه أصدر بيانين كانا بمثابة رسالة صافية لعموم الناس، زلزلت بيت البام، وأنذرت بتحول هذه القضية إلى كرة الثلج التي ستبقى تتدحرج إلى أن تكبر مع موعد الاستحقاقات القادمة.
ويبدو أن قضية أبو الغالي بدأت تشكل خطرا على فاطمة الزهراء المنصوري والحزب برمته، سيما وأن المعني كشف بأن بوادر الطموح الاستبدادي لبنت الباشا قد لمسها منذ شهور، واتضح الآن بأنها ليس أضغاث أحلام، بل تأكد بالملموس بأن المرأة تحاول أن تشبه الأخطبوط الذي يمسك بين يديه جميع تفاصيل الحزب، وأولى التفاصيل أن يقمع الأصوات المشاكسة، بعد أن يعجز عن تحجيم دورها.
ما لم تنتبه إليه فاطمة الزهراء المنصوري، هو أن مؤسسة الحزب رجال إن ذهبوا ذهبت، وأن من سيلقي بظلال الخيبة على الحزب هم رجال كثر، قدموا للجرار الكثير، لكن قيادات الحزب خذلتهم، سيلتحقون بأحزاب أخرى، فيما سيعيش الجرار رتابة سياسية قادمة.