الواضح24: عبد اللطيف أبوربيعة
يغطي جيوبارك اليونسكو لمكون، الذي يعد أول جيوبارك في المغرب وأفريقيا والعالم العربي، مساحة تقدر بأكثر من 5700 كم²، ويشمل 15 جماعة (أزيلال، دمنات، تيلوغيت، زاوية أحنصال، تبانت، آيت مَحمَد، آيت تَغْلْ، أغودي نَلْخير، آيت عباس، آيت بُولي، آيت بْلال، سيدي بولخلف، تيفني، أنرغي و بوتفردا).
يقع جيوبارك مكون في المنطقة الوسطى لسلسلة جبال الأطلس الكبير بين بني ملال في الشمال، وجبل إغيل مغون في الجنوب، وهو منطقة محمية تضم عددًا من المواقع ذات الاهتمام الاستثنائي، بالإضافة إلى أماكن ذات قيم بيئية، أثرية، تاريخية وثقافية.
ويشكل جيوبارك مكون، عاملًا حيويًا في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة، حيث يحفز تطوير المجال السياحي، وخاصة السياحة الجبلية، مما يسهم في إنتاج مصادر جديدة للدخل للساكنة. إضافة إلى ذلك، يهدف الجيوبارك إلى تقديم برنامج تربوي علمي يعزز من الوعي البيئي والمعرفة الجيولوجية.
في قلب مدينة أزيلال، يقع متحف أزيلال الذي يعد واجهة لإبراز التراث الطبيعي والجيولوجي والأثري والثقافي للمنطقة، ويقدم المتحف عدة فضاءات تستعرض عجائب الإنسانية من الانفجار العظيم إلى مملكة الحيوانات، مرورًا بتشكل الأرض. كما يحتوي المتحف على مجموعة غنية من المعادن والآثار المستخرجة من المواقع الأثرية في “جيوبارك مكون”، ويسلط الضوء على المعمار ونمط حياة سكان المنطقة.
المتحف الجيولوجي “جيوبارك مكون” في أزيلال هو موقع ثقافي يضم العديد من فضاءات العرض المخصصة لعلوم الأرض، وسبعة صالات ذات أهمية علمية مكرسة لأصل الكون والنظام الشمسي والتطور التكتوني والجيولوجي لجبال الاطلس.
يحتوي المتحف أيضا، على قبة ضخمة، تعرض فيها الهيكل العظمي للديناصور “أطلسوريس عملاقي” الذي يبلغ طوله 17 مترًا، والذي تم اكتشافه في أراضي جيوبارك مكون بمنطقة تلوكيت سنة 1979، بالإضافة إلى مستحاتات أخرى من الديناصورات البحرية مثل موزاصور والزرافزورا.
كما يعد المتحف مركزًا للبحث العلمي حول الموضوعات المتعلقة بالجيوبارك، ومنصة لتثقيف وتوعية الشباب وعامة الناس بأهمية التراث الجيولوجي والآثار وعلم الحفريات والهندسة المعمارية الاستثنائية للمنطقة.
ويشكل جيوبارك اليونسكو لمكون ومتحف أزيلال، مجتمعًا حيويًا يجمع بين التراث الطبيعي والثقافي، مسهمًا في تعزيز الوعي البيئي والتنمية الاقتصادية والسياحية في قلب الأطلس الكبير.