بعدما بانت ملامح الإنتاج الضعيف منذ بداية موسم جني الزيتون، ارتفعت الدعوات لتشجيع الفلاحين المغاربة على استخدام التقنيات الحديثة في تشخيص وضعية الأشجار وكذا تطعيمها بالمواد الأساسية. هذا من أجل ضمان إنتاج مقبول وتجاوز ضعف المحاصيل الذي يتفاقم عامًا بعد عام، وكذلك لتفادي “انقراض” زيت الزيتون من الأسواق المغربية.
ومع دخول وزارة الفلاحة إلى خيار الاستيراد لتقليص عجز الإنتاج المحلي وتغطية الطلب المتزايد للمغاربة على زيت الزيتون، يرى الخبراء أن جودة الزيوت المستوردة لن تصل إلى مستوى الزيوت المحلية. فهر حميد، خبير في المجال الفلاحي، أكد أن “منتوج هذا الموسم هو منتوج متوسط حسب المناطق والأصناف”، مشيرًا إلى أن بعض الأصناف شهدت انخفاضًا كبيرًا في الإنتاج.
ويضيف الخبير أن الاختلاف في الإنتاج يتعلق بتوفر الضيعات على الموارد المائية الكافية. وبالتالي، فإن هذا يعد من العوامل الأساسية التي تحدد جودة الزيتون وزيته. عندما يتعلق الأمر بخيار استيراد زيت الزيتون، فإن الإنتاج المحدود يعزز ضرورة تحسين ظروف الإنتاج المحلي.
وأوضح الحميد أن “الزيوت المستوردة لن تكون في نفس الجودة” مثل الزيوت المغربية، حيث تختلف أصناف الزيتون في الدول الأخرى عن تلك المتواجدة في المغرب. كما أن مدة تخزين الزيوت المستوردة تكون غالبًا محدودة، بينما يمكن تخزين الزيوت المحلية لمدة عام.
كما أشار الخبراء إلى أن محاصيل الزيتون خلال هذه السنة قليلة في جميع المناطق مقارنة بالسنوات السابقة. ومع هذه الظروف، من الطبيعي أن ترتفع تكلفة إنتاج زيت الزيتون، مما يؤدي إلى زيادة الأسعار. وقد يؤكد من يرغب في شراء زيت زيتون ذو جودة عالية أنه سيضطر لدفع ثمن يتجاوز 100 درهم.
شدد الخبير أيضًا على أهمية الحفاظ على جودة زيت الزيتون، داعيًا الفلاحين لتخزين الزيوت في ظروف جيدة بعيدة عن أشعة الشمس، وضرورة استخدام عبوات زجاجية أو من الستانلس ستيل. وحث الفلاحين على اعتماد تقنيات متطورة، مثل تحاليل التربة، لتحديد احتياجات الأشجار بشكل دقيق لضمان تحسين مردودية الزيتون خلال موسم الجني.
في الختام، من الضروري أن يتبنى الفلاحون أحدث التقنيات في إنتاج الزيتون. فالتحليلات توفر معلومات قيمة حول الموارد الغذائية في التربة وتساعد في وضع استراتيجية لتحسين الإنتاج وضمان جودة عالية للزيت.