يبدو أن صدر رئيسة جماعة اليوسفية حنان مبروك يضيق عندما ينتقدها البعض، ويتسع عندما ينافقها البعض الآخر، ويتضح هذا من خلال وضع يدها على هاتفها النقال لمراقبة التعليقات على حسابها، حيث تحذف التي تنتقدها، وتحتفظ بالتي تلمع صورتها، خصوصا عندما تسارع إلى الرد على المقالات الصحفية التي تنتقد طريقة تدبيرها الشأن العام المحلي.
وعندما كتب أحدهم تعليقا قال فيه “دازت عامين ونصف عطينا شي حاجة درتيها، ما هي الحصيلة”، سارعت رئيسة الجماعة إلى حذف هذا التعليق بعد دقائق معدودة من نشره، كما اختفى تعليق يقول فيه صاحبه “قهرتينا بالمشاريع في الفايسبوك وعلى أرض الواقع الله يجيب حشمي شوية”، كما مسحت ممحاة الرئيسة عددا كبيرا من التعاليق التي لا تتلاءم مع نفسيتها المعنوية والسياسية.
ما يجب أن تعلمه رئيسة الجماعة المنتمية إلى حزب الأصالة والمعاصرة، والتي تنتشي بسماعها كلمتي “السيدة الرئيسة” ولا تطيق الانتقاد، بأن وضعها الانتخابي ومسؤوليتها في تدبير الشأن العام يضعها موضع مسائلة، ومحل انتقاد، وهذا ما يتعرض له قياديون في أحزاب، وحتى وزراء في حكومة أخنوش.
رئيسة جماعة اليوسفية تستعمل سيارة الخدمة، وتستهلك المحروقات من المال العام، وتتقاضى تعويضا شهريا، ومهمتها أعفتها من ممارسة تدريس التلاميذ، والتي ستعود إليها بعد انتهاء هذه المرحلة الانتخابية، وزارت العديد من العواصم الافريقية والأوربية، حيث ولجت المطارات بعد جلوسها على كرسي الرئاسة، وكل هذه الامتيازات، لم تجد في أن يتسع صدرها للانتقادات التي تبقى حبيسة جدران الفضاء الأزرق.