في وقت تسعى فيه المملكة المغربية إلى تعزيز مشاركة الشباب في الحياة السياسية، لا يزال بعض المسؤولين يتجاهلون هذه الرؤية. فخطابات الملك محمد السادس التي تدعو إلى ضرورة إشراك الشباب في تدبير الشأن العام لم تجد صدى كافيا لدى بعض القيادات الحزبية. بل إن ممارساتها وتصريحاتها تعكس تهميش هذه الفئة في المجال السياسي.
في تصريح مثير للجدل، دعا رئيس جماعة دمنات، نورالدين السبع، الشباب إلى الابتعاد عن السياسة وتركها “لأصحابها”، معتبرا أن هذا المجال مليء بالمشاكل والصراعات. هذا التصريح قوبل بردود فعل قوية، حيث اعتبره البعض مناقضا للرؤية الملكية التي تشجع على مشاركة الشباب الفعالة في السياسة.
تصريحات السبع تثير الكثير من التساؤلات حول مدى التزام الأحزاب السياسية بتوجيهات الدولة في موضوع إدماج الشباب في الحياة السياسية. بينما تسعى الدولة إلى إصلاحات قانونية لتحفيز الشباب، لا يزال بعض القادة متمسكين بمواقف تقليدية تؤدي إلى استبعادهم من صنع القرار.
الفاعل الحقوقي أيوب الحجاجي أشار إلى أن دعوة السبع للتقليل من أهمية المشاركة السياسية تفقد العزيمة لدى الشباب. الملك محمد السادس قد أكد في عدة خطابات على أهمية انخراط الشباب في العمل السياسي، حيث يعتبرون عماد الوطن وركيزة تقدمه. الشباب قادرون على تقديم رؤى جديدة وحلول مبتكرة لمواجهة التحديات.
يشدد محمد أيت أزناك، وهو شاب دمناتي مهتم بالشأن المحلي، على أن تصريحات السبع تتعارض مع توجه الدولة التي تؤكد على ضرورة إشراك الشباب في جميع مجالات الحياة العامة، بما في ذلك سياسة الشباب. هذه التصريحات تكشف عن رغبة في إبعاد الشباب، مما يزيد من الشعور بالإقصاء والتهميش.
جمال وديع، رئيس المكتب الإقليمي للجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان، أكد أن دعوة السبع لا تصب في صالح مستقبل المغرب. فالشباب ليسوا مجرد متفرجين، بل هم فاعلون أساسيون يسعون لإحداث التغيير. الجيل الذي خرج للاحتجاج في عام 2011 كان يبحث عن بدائل حقيقية وشارك برؤية قائمة على العدالة والمساواة.
جمال بنعلا، الكاتب الإقليمي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، وصف تصريح السبع بأنه يتناقض مع روح الدستور المغربي. حيث يجب أن يُنظر إلى مشاركة الشباب كمؤشر على تعزيز الديمقراطية وتطوير المجتمع.
طبعا، مثل هذه التصريحات قد تساهم في نشر خطاب اليأس لدى الشباب، مما يؤدي إلى فقدان الثقة في المؤسسات. من الضروري بدلاً من ذلك تشجيع الشباب والمساهمة في تشكيل مستقبلهم بشكل إيجابي.