منذ يوم السبت المنصرم، لازال (محمد ف.) يرقد في مستشفى للا حسناء باليوسفية وهو يعيش جحيم انتظار نتائج الفحوصات المخبرية التي أجريت له، لمعرفة إصابته أو خلوه من فيروس كورونا، حيث مرت أربعة أيام وهو يواجه الانتظار القاتل خوفا من الخبر السيئ القاسي.
يتساءل الشاب العائد من جحيم مستشفى محمد السادس بطنجة الذي كان يشتغل فيه ضمن الخط الأمامي، كيف لنتيجة تحليل فيروس كورنا أن يطول انتظارها لأيام، وكلما زاد أمد الانتظار ارتفع لديه منسوب الضغط والخوف.
(محمد ف.) شاب حل هذه الأيام بمسقط رأسه اليوسفية، قادما من مدينة طنجة، حيث كان يشتغل بمستشفى محمد السادس ضمن طاقم الطبخ، ورفض هذا الشاب في ظل ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا بطنجة، أن يحذو حذو بعض العاملين، الذين بلغ بهم الخوف من معانقة العدوى، فأدلوا بشواهد طبية، أو اختاروا الانقطاع عن عملهم بصفة نهائية، إلا أن هذا الشاب ظل يشتغل ضمن الصفوف الأمامية بالسهر على إعداد الوجبات الغذائية وتقديمها للأطباء والمرضى، وكان شاهدا على مرحلة قاسية لم يشهد مستشفى محمد السادس بطنجة مثيلا لها، حيث أعداد المصابين بالفيروس اللعين تتزايد يوما بعد يوم، وأصوات سيارات الإسعاف تكسر هدوء الجدران.
انتظر محمد مناسبة عيد الأضحى ليستفيد من إجازته السنوية، وعندما حل بمدينة اليوسفية قرر أن يعرض نفسه للفحص بمستشفى للا حسناء ليدحض المخاوف والشكوك، حيث أجريت له التحليلات المخبرية الخاصة بفيروس كورونا يوم السبت الماضي، إلا أنه لازال ينتظر نتائجها إلى حدود الساعة وهو يعيش جحيما، سيما وأن والدته تتصل به على رأس كل ساعة لتسأله عن وضعيته الصحية، ومصير نتيجة فيروس كورونا.
لم يعش محمد خوفا ملموسا بمستشفى محمد السادس بطنجة، طالما أنه كان يزاول عمله بعزيمة وحس مهني وسط جحيم كورونا، إلا أنه أحس داخل مستشفى للا حسناء بالخوف يسري في جسمه، بعدما وجد نفسه معتكفا لأيام في غرفة وهو ينتظر نتيجة مبهمة لا يتطلب الإعلان عنها سوى أربعة وعشرون ساعة.