في وقت يتصاعد فيه الغضب الشعبي بالمغرب رفضا لأي شكل من أشكال التطبيع العسكري مع دولة إسرائيل، تجد إدارة ميناء طنجة المتوسط نفسها وسط عاصفة من الانتقادات، على خلفية رسو سفينة الشحن “ميرسك دنفر” التي يُشتبه في نقلها أسلحة إلى إسرائيل.
ورغم حساسية القضية، تلتزم الإدارة صمتا مطبقا، وتتحصن خلف تصريحات باهتة منسوبة إلى “مصدر مسؤول”، دون أن تقدم أي توضيح رسمي للرأي العام.
غياب الشفافية من طرف إدارة ميناء طنجة المتوسط أثار استهجان هيئات مدنية ونشطاء مناهضين للتطبيع، الذين وصفوا هذا الصمت بأنه يشكل تواطؤ مع الكيان الصهيوني، خصوصا في ظل استمرار المجازر المرتكبة في قطاع غزة.
وقد خرجت مظاهرات غاضبة أمام الميناء للمطالبة بإجابات واضحة ومحاسبة المسؤولين.
وكانت “الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع” قد عبرت عن استنكارها لما وصفته بـ”الخذلان الرسمي”، مؤكدة أن هذه ليست المرة الأولى التي يُستقبل فيها ما يُشتبه أنها سفينة عسكرية إسرائيلية في الميناء، في إشارة إلى واقعة سابقة أثارت بدورها جدلًا مماثلًا.
ويطالب المغاربة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بموقف واضح وشجاع من إدارة ميناء طنجة المتوسط الذي يقوده فؤاد البريني، مؤكدين أن دعم القضية الفلسطينية يجب أن يتجلى في الأفعال لا الشعارات، وأن تمرير مثل هذه السفن يُعد طعنًا في ضمير الشعب المغربي ومواقفه الثابتة.