عندما كنا نسعى أو ننتظر بأن تحمل لنا الاستحقاقات الأخيرة اسما سياسيا يدير شؤون مدينة طنجة بكل شفافية، ويتعامل مع إعلامها المحلي بكل أريحية، رفض قدر المدينة المحتوم أن يوصد أبوابه أمام معالم التغيير، وأصر قدرنا جميعا أن يضع رجلا في منصب العمودية يعشق هو الآخر صمت القبور، ويتجاهل تساؤلات الإعلاميين.
المنتسبون للجسم الإعلامي بمدينة البوغاز، حائرون، يتساءلون.. لماذا يخشى عمدة طنجة التواصل مع الصحافة والإجابة على أسئلتها؟ هل السبب يكمن في سياسة العمدة التواصلية القائمة على الكتمان والسرية؟ أم يعود الأمر إلى ضعف التكوين السياسي والتواصلي للمسؤول الأول في جماعة طنجة؟ أم أنها سياسة تجاهلية اختارها منير الليموري ؟
الجميع كانت تحذوه الرغبة في طرح الأسئلة الحرجة، وارتباطها بالقضايا الهامة والمهمة، المرتبطة باهتمامات المواطن الطنجاوي، حيث كنا نمني النفس بأن يساعدنا العمدة الحالي على الوفاء بدورنا في نقل الإجابة عن تساؤلات الساكنة التي تهم عدة مجالات، إلا أن التعتيم الإعلامي المتعمد الذي يمارسه عمدة طنجة، لا يدفعنا سوى إلى التنديد بهذا السلوك الذي يتنافى مع الحق في الوصول إلى المعلومة.
بوادر معالم هذا التعتيم، اتضحت منذ اليوم الأول لجلوس عمدة طنجة على كرسي المسؤولية، حيث ظهرت سوء النوايا في التواصل لحظة استلام السلط بين العمدة السابق والحالي، ثم تكرر التعتيم في أكثر من مناسبة، وذلك عبر تقزيم دور الصحافة في تغطية أخبار مجلس طنجة، الأمر الذي دفع بأعضاء الحزب الاشتراكي الموحد داخل المجلس لرد الاعتبار إلى إعلامي طنجة
خلاصة القول : علمنا التاريخ و حتمت علينا المبادئ بأن نعي بأن الانتماء لهذه المنطقة والإحساس بأوضاع ساكنتها، ليس مجرد استعراض للعضلات أو حناجر تنفجر أثناء الحملات الانتخابية فقط، وإنما عبر فتح الملفات الكبرى وليس الاختباء وراء المكاتب المكيفة والخروج منها في خرجات معدودة فقط.