تُعد لحظة حلق الأب لحيته مشهدًا عاديًا للكبار، لكنها قد تكون حدثًا مربكًا ومثيرًا للدهشة بالنسبة للأطفال الرضع.
أظهرت تجارب العديد من الآباء أن أطفالهم يدخلون في نوبة من البكاء أو الخوف بعد رؤيتهم للمرة الأولى دون لحية. فما الذي يجعل هذا التغيير البسيط في المظهر مصدر إزعاج للأطفال؟
التغيير المفاجئ يثير الارتباك
منذ ولادتهم، يتعرف الأطفال الرضع على الأشخاص المقربين من خلال ملامح الوجه والصوت والرائحة. تُعد لحية الأب واحدة من الملامح الثابتة التي يتعرف الطفل من خلالها على أبيه. وعندما تختفي هذه الميزة فجأة، قد يشعر الطفل بالارتباك لأنه لا يستطيع التعرف على الأب بسهولة، ما يدفعه إلى البكاء.
يميل الأطفال إلى الشعور بالراحة مع ما هو مألوف لهم. عندما يرى الطفل أن وجه الأب قد تغيّر فجأة، قد يثير ذلك لديه شعورًا بالخوف أو القلق. هذا التغيير يجعل الطفل يشعر وكأن الأب شخص جديد أو مختلف، حتى لو استمرت نبرة الصوت والرائحة كما هي.
رد فعل عاطفي عفوي
الأطفال حساسون للغاية للتغيرات العاطفية من حولهم. إذا كان الأب أو الأشخاص المحيطون يتفاعلون بطريقة غير مألوفة بعد الحلاقة، مثل الضحك أو التعليقات العالية، فقد يزيد ذلك من شعور الطفل بعدم الأمان.
كيف يمكن تخفيف قلق الطفل؟
إذا كنت تخطط لحلق لحيتك وأنت والد لطفل رضيع، فهناك خطوات يمكن أن تساعد في تهدئة طفلك:
التمهيد للتغيير تدريجيًا: يمكن تقصير اللحية تدريجيًا على مدار أيام قبل الحلاقة الكاملة لتعويد الطفل على التغيير.
التفاعل الهادئ مع الطفل: بعد الحلاقة، حاول تهدئة الطفل بحركات حنونة وتحدث معه بصوت مطمئن حتى يشعر بالأمان.
اللعب بالمرآة: يمكنك الجلوس مع الطفل أمام المرآة ليري وجهك الجديد ويتعرف عليك تدريجيًا.
في النهاية، بكاء الأطفال عند حلق الأب لحيته هو رد فعل طبيعي ومؤقت. مع مرور الوقت، يتأقلم الطفل مع المظهر الجديد، ويعود للتعرف على أبيه كما كان.
هذا الموقف، على بساطته، يُظهر لنا مدى حساسية الأطفال الرضع لتغيرات بيئتهم وارتباطهم العميق بالأشخاص المقربين منهم، وهو تذكير جميل بأهمية بناء علاقة آمنة ومستقرة معهم.