قال الباحث في الدراسات السياسية والدولية، علي فاضلي، بأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد تم تحديده من خلال توافق ثلاثي “أستانا”، الذي يضم تركيا وإيران وروسيا، خلال اجتماع عُقد في الدوحة.
وأكد فاضلي أن بيان رئيس حكومة الأسد، الذي أعلن فيه بقاء الرئيس السوري في البلاد واستعداده لتسليم السلطة لمن يختاره الشعب، يعكس نتائج هذه التفاهمات.
وأشار فاضلي إلى أن إعلان أبو محمد الجولاني، قائد “هيئة تحرير الشام”، عن استمرار الحكومة الحالية في إدارة شؤون البلاد حتى تسليم السلطة، يؤكد أن هناك صفقة قد عُقدت في الدوحة، ساهمت في تهدئة الوضع ومنع تصعيد جديد.
إيران تجنّب سوريا حمام دم
وأوضح فاضلي أن إيران لعبت دورًا رئيسيًا في تجنيب سوريا موجة جديدة من العنف، برفضها التدخل العسكري لدعم نظام الأسد، رغم امتلاكها ميليشيات عقائدية ضخمة في العراق ودول أخرى. ورأى أن موقف إيران هذه المرة أسهم في تهدئة الأوضاع وإيجاد مخرج سياسي.
أبعاد غياب الولايات المتحدة
وفيما يتعلق بغياب الولايات المتحدة عن المشهد، قال فاضلي إن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تقرير مصير دولة محورية في الشرق الأوسط دون تدخل أمريكي.
واعتبر أن هذا الغياب يُعد رسالة واضحة بأن دول المنطقة أصبحت قادرة على إدارة شؤونها بمعزل عن واشنطن، وهو إنجاز مهم لدول مسار “أستانا”.
دور الإمارات في المشهد السوري
وحول غياب الإمارات عن الاجتماع العربي الذي تزامن مع اجتماع الدوحة، أشار فاضلي إلى أن هذا الغياب قد يحمل دلالات تتعلق بموقف الإمارات من النظام السوري. واعتبر أن الإمارات كانت تلعب دورًا لدفع الأسد نحو الانفتاح على الولايات المتحدة، ودعمته حتى اللحظات الأخيرة، ربما عبر صفقة سياسية أنقذته من السقوط.
واختتم فاضلي قراءته بالتأكيد على أن ما حدث في الدوحة يشكل منعطفًا حاسمًا في الأزمة السورية، ويعكس قدرة دول المنطقة على اتخاذ قرارات مصيرية بعيدًا عن التدخلات الغربية.