لم يجد عمدة آسفي عبد الجليل لبداوي قرارا للرد فيه على جحود حزبه العدالة والتنمية سوى الاستقالة، ومغادرة أسوار هذا الحزب التي تحمل فيه الرجل تبعات الانتماء إليه.
جميع قيادي وأعضاء المصباح بآسفي، يدركون في قرارة أنفسهم أن عبد الجليل لبداوي أشرف على تدبير شؤون مجلس آسفي خلال هذه المرحلة الانتخابية بيد نظيفة، إلا أنه وجد نفسه يتصارع مع طواحين الهواء، إلى الحد الذي كان يبدو فيه وحيدا وهو يواجه الخصوم السياسيين وأعداء تجربة رئاسته للمجلس المتناسلين، وهكذا خرج من مرحلة انتخابية وهو يحمل على كتفه ملف قضائيا لدى محكمة جرائم الأموال.
ولعل أخطر ما عاشه عمدة آسفي الحالي هو فقدان الثقة بينه وبين الحزب الذي جاهد المعني من أجل الدفاع عن صورته وإيديولوجيته السياسية، وهذا ما كرسته وقائع اللوائح الانتخابية، والتي أبانت عن رغبة إخوانه داخل التنظيم في التخلص منه، والتنكر لدوره ولشخصه بعدما انتفت الحاجة إليه، بدل تكريم الرجل ووضعه في المكان الذي يليق بحجمه السياسي والأخلاقي.
عبد الجليل لبداوي غادر حزب العدالة والتنمية خائبا، بعدما أدرك أن الإخوان داخل بيت المصباح افتقدوا إلى الحد الأدنى من الالتزام الأخلاقي والمبدئي، وبعدما اتضح لديه وجود أطراف تلعب على المواقف لتكريس ثقافة الغدر السياسي.