كسب **دونالد ترامب** رهان العودة إلى البيت الأبيض بعد انتصار واضح وسريع، ليصبح فوزه مفاجأة “تاريخية” لها تداعيات كبيرة تتعلق بشكل خاص بملف **الصحراء المغربية**. كان ترامب فاعلًا أساسيًا في إعلان الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
عبّر الملك محمد السادس عن ذلك في برقية التهنئة الموجهة لترامب، مشددًا على أن “العلاقات الثنائية شهدت خلال الولاية السابقة لترامب مستوى غير مسبوق”. ولقد تطرق الملك إلى أن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على صحرائه كان حدثًا تاريخيًا سيظل الشعب المغربي ممتنًا له.
وأكد الملك أن “المغرب سيكون أكثر من أي وقت مضى صديقًا حقيقيًّا وحليفًا وفيًّا للولايات المتحدة”. وأعلن العزم على العمل جنبًا إلى جنب مع ترامب، لتعزيز **المصالح المشتركة** وتوطيد هذا التحالف الفريد.
محسن الندوي، رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، أكد أن العلاقات المغربية الأمريكية تطورت باستمرار. المغرب يعتبر من البلدان القلائل في المنطقة العربية التي تمتلك آليات فعالة في علاقتها مع أمريكا، مثل اتفاقية التبادل الحر، والحوار الاستراتيجي، وإعلان المغرب حليفًا خارج حلف شمال الأطلسي.
وأشار الندوي إلى أن العلاقات بين المغرب والإدارة الأمريكية شهدت تحولًا استراتيجيًا منذ عام 2017، حيث أصبح هذا التعاون أكثر وضوحًا في عام 2020 بعد الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء. هذا الاعتراف جاء من خلال إعلان مشترك يعتبر مبادرة الحكم الذاتي الأساس الوحيد لحل النزاع.
عبر محسن الندوي عن قلقه من أن الإدارة الحالية لم تلتزم بالالتزامات التي تم التعهد بها في الإعلان المشترك لعام 2020. ومع ذلك، لم تنقض الإدارة الحالية هذا الإعلان بل استخدمت مصطلحات أخرى مثل “الجاد والواقعي” دون العمل على تنفيذ وعود فتح القنصلية في مدينة الداخلة.
رغم أن فوز ترامب بولاية جديدة قد يُحسن من الوضع، فإنه لا يمكن توقع حل نهائي لقضية **الصحراء المغربية**، خاصة وأن دولًا أخرى دائمة العضوية في مجلس الأمن، مثل بريطانيا وروسيا والصين، لا تعترف بمغربية الصحراء. لذا، على المغرب أن يعمل على إقناع هذه الدول بأهمية مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد لحل القضية وإخراجها من اللجنة الرابعة بالأمم المتحدة.