ما زالت المقاولات المغربية في قطاع النسيج والملابس تعتمد على حلول تقليدية رغم المنافسة الشديدة على الصعيدين الدولي والإقليمي. هذا الوضع يجعلها تواجه صعوبات كبيرة في الولوج إلى الرقمنة، مما يؤثر سلبًا على إنتاجيتها وأرباحها، ويقلل من قدرتها التنافسية في مجال التصدير.
في ندوة حول أهمية التحول الرقمي في هذا القطاع، أكد فيصل زعيم، أستاذ في المدرسة العليا لصناعات النسيج والملابس، أن التحول الرقمي ليس بالأمر المعقد أو المكلف. وأوضح أن هناك تحولًا معلوماتيًا شهدناه في بداية الألفية، يتمثل في الانتقال من الحلول الورقية إلى استخدام أنظمة معلوماتية مثل “إكسل” و”أكسيس”. والآن، يجب على هذه المقاولات الانتقال إلى حلول أحدث مثل “غوغل شيت” لتحسين أدائها.
لكن على الرغم من هذه الإمكانيات، أشار زعيم إلى أن أكثر من 99% من المقاولات المغربية لا تزال تفتقر إلى حلول رقمية. وهذه الحلول التقليدية تعيق الوصول الفوري للبيانات المطلوبة من قبل المتدخلين في عملية الإنتاج، مما يؤثر سلبًا على كفاءة العمل. يمكن حل هذه المشكلة إذا تمكن رؤساء المشاريع من الوصول إلى البيانات عبر هواتفهم، مما يسهل التنسيق بينهم.
كما تطرق أحمد نونو، المدير العام لشركة “Garment io”، إلى فوائد الرقمنة، حيث أكد أن إدخال حلول رقمية يمكن أن يزيد من الإنتاجية بشكل كبير. وفي حال كانت طاقة الإنتاج اليومية 100 قطعة، فإن الإنتاج الفعلي دون الرقمنة لا يتجاوز 60 قطعة. وأضاف أن الرقمنة تساعد في زيادة الإنتاج إلى 75% على الأقل، ما يعني بالتالي زيادة في الأرباح.
من جهة أخرى، أكدت مريم راشدي، المديرة العامة للتجمع المغربي للموضة، أن المغرب بحاجة لتطوير تنافسيته وإنتاجيته في قطاع النسيج. وذكرت أن جميع المقاولات تعاني من مشاكل يمكن التغلب عليها عبر الحلول الرقمية، لكن الكثير منها تجهل هذه الحلول.
علاوة على ذلك، تم افتتاح الدورة 21 من معرض النسيج الدولي بالدار البيضاء، حيث حضر عدد من المسؤولين الرسميين. المعرض، الذي يستمر حتى 9 نونبر، يمثل فرصة لعرض منتجات النسيج المغربي في الأسواق العالمية بمشاركة أكثر من 400 عارض، أغلبهم من المقاولات المغربية.
شهد المعرض أيضًا توقيع ثلاث بروتوكولات اتفاق تهدف إلى تعزيز التعاون بين القطاعين الأكاديمي والصناعي، مما يعكس أهمية التحول الرقمي في تنمية هذا القطاع.