فجأة فتح منير ليموري صنبور حملة انتخابية سابقة لأوانها، فتدفق خطاب دعائي بئيس أراد أن يطرق به أبواب الناخبين قبل موعد الاستحقاقات بشهور.
فجأة رمى عمدة طنجة سفرياته داخل المغرب وخارج أرض الوطن وراء ظهره، ولم يعر أي بال لهوياته العمياء التي ينتشي فيها بلقاء الشخصيات والوزراء، فضرب بعرض الحائط مصالحه الخاصة، ليبرز شخصيته الانتخابية، التي خرجت من رحم الهوس والطمع الانتخابي عبر ولادة مبكرة.
أطل عمدة طنجة على ساكنة طنجة في شريط فيديو، وهو يخفي ابتسامة ماكرة، حيث دعا المواطنين إلى التواصل بخصوص مشاكل المدينة، وهكذا خاطب الطنجاويين بدون مقدمات، وبدون تبريرات حول غيابه لسنوات عن التواصل مع الساكنة، ودون أن يبرر لهم فشله في تدبير شؤون المدينة، تمادى في ممارسة سياسة الضحك على الذقون.
كل المؤشرات توحي بأن استيقاظ عمدة طنجة من سباته العميق، في هذا التوقيت تمليه أطماع انتخابية محضة، سيما وأن مصادر خاصة تشير إلى أن الرجل تلقى الضوء الأخضر استعدادا لخوض الاستحقاقات البرلمانية القادمة وكيلا للائحة الجرار، بيد أن قيادة الحزب مرت على جثة المدينة، واستبدلت المنطق والموضوعية بالمهزلة.
وإذا كانت ساكنة طنجة تبحث عن ملامح وجه سياسي وانتخابي يبدد رتابة أربع سنوات من التسيير العشوائي، فإن قيادة حزب الأصالة والمعاصرة تحاول إعادة تركيب صورة منير ليموري مرة أخرى، رغم أنها انهارت لدى الجميع، ورغم أن الرجل ضيع فرصة اعتلاء قلوب ساكنة طنجة.