فوضى المدرجات تسائل “هيركوليس” : بين الواقع المؤلم وضرورة الإصلاح
لطالما كانت جماهير كرة القدم رمزًا للفخر والانتماء، وكانت تُضرب بها الأمثال في التشجيع الحضاري والتنظيم الراقي، لكن، وللأسف، تغيّرت الصورة في السنوات الأخيرة. جمهور اتحاد طنجة، الذي كان يومًا نموذجًا يُحتذى به، أصبح اليوم مصدرًا للحرج بسبب بعض السلوكيات الخطيرة التي تسيء إلى صورة المدينة وسمعتها.
واقع مؤلم: سلوكيات دخيلة على الرياضة
أصبحت الأسلحة البيضاء، المخدرات، وأقراص الهلوسة ظواهر تُرافق تنقلات بعض الجماهير، مما يعكس تدهورًا خطيرًا في المسؤولية والانضباط، الأخطر من ذلك هو تصاعد ظاهرة “حرب الحوام” داخل الكورفا، التي تعني بشكل واضح غياب السيطرة وضعف التنظيم داخل المجموعة التشجيعية، هذه الممارسات لا تضر فقط بسمعة النادي والجماهير، بل قد تؤدي إلى عواقب وخيمة تهدد الأرواح وتزيد من عزلة الجماهير عن باقي المشهد الرياضي.
غياب التنظيم والمسؤولية: أين الخلل؟
ما يحدث اليوم هو نتيجة لعدة عوامل متشابكة، منها ضعف التنظيم داخل المجموعة التشجيعية وغياب هيكل إداري واضح يضمن ضبط الأمور وتوجيه المشجعين نحو السلوك الإيجابي.
المجموعة، التي تُعد القلب النابض للتشجيع، أصبحت مطالبة بإعادة النظر في هيكلتها وتنظيمها بشكل عاجل، فلا يمكن لهذه الظواهر أن تستمر دون أن تترك آثارًا سلبية، ليس فقط على المشهد الرياضي، بل أيضًا على النسيج الاجتماعي للمدينة.
الحل يبدأ من التوعية والإصلاح
الإصلاح مسؤولية جماعية تبدأ من المجموعات التشجيعية نفسها، هناك حاجة ماسة إلى برامج توعية تستهدف الشباب، الذين يُشكّلون النسبة الأكبر من الجمهور، لتعريفهم بخطورة هذه السلوكيات وتأثيرها السلبي، كما أن تحمل المسؤولية من جميع الأطراف، سواء من قادة المجموعة أو المشجعين أنفسهم، هو شرط أساسي لتحقيق التغيير.
رسالة أخيرة: دروس من الألم
ما حدث بالأمس كان مؤلمًا بكل المقاييس، لكنه يجب أن يكون نقطة تحول نحو الأفضل، نحن كجماهير عاشقة لاتحاد طنجة، لا نريد أن نرى فريقنا ولا جماهيره في هذا الوضع المأساوي مرة أخرى، بل نطمح إلى استعادة الصورة المشرقة لجماهيرنا، تلك التي تُلهم الآخرين وتشرف المدينة في كل المحافل.
التغيير يبدأ بخطوة، لنكن نحن من يأخذ هذه الخطوة، ولنعد الجماهير إلى مكانتها الحقيقية: رمزًا للحب والانتماء، لا للخوف والانفلات.