أثارت حادثة مقتل التلميذ “عماد” بمدينة طنجة قرب مدرسته عمر بن عبد العزيز جدلاً واسعاً حول واقع المنظومة التعليمية بالمغرب.
وحسب زملاء الضحية فإن الجريمة وقعت إثر شجار تافه بينه وبين زميل له بسبب قبعة تحمل علامة “غوتشي”، وهو الشجار الذي تصاعد ليشمل أصدقاء الطرفين وينتهي بمأساة أودت بحياة “عماد”.
هذه الواقعة المروعة دفعت خبراء ومهتمين بالشأن التعليمي إلى دق ناقوس الخطر بشأن التحولات السلبية التي تشهدها القيم داخل المدارس المغربية. واعتبر البعض أن العنف أصبح ظاهرة مألوفة في أوساط التلاميذ، في ظل غياب واضح لدور وزارة التعليم في التصدي لهذه الظواهر ومعالجة أسبابها الجذرية.
وأشار محللون إلى أن هذه الحادثة ليست حالة معزولة، بل تندرج ضمن سلسلة من الحوادث التي شهدت تصاعد العنف بين التلاميذ، بل وامتداده إلى الأساتذة والمشرفين التربويين.
ويُحمّل المراقبون جزءاً من المسؤولية للأسر التي يُعتقد أنها تخلّت عن أدوارها الأساسية في التنشئة الاجتماعية، مما أدى إلى ضعف ارتباط الأبناء بالقيم التي تجعلهم أفراداً فاعلين في المجتمع. هذه الفجوة في التربية الأسرية والمدرسية تُظهر الحاجة المُلِحّة لإصلاح شامل يعيد بناء القيم والهوية.