لم ينتبه الجميع إلى مضمون النصيحة التي وجهها شرطي لطفل كان يطمح إلى الهجرة السرية، حيث ألح رجل الأمن بنية صادقة على الطفل لمواصلة مشواره التعليمي في المغرب إلى أن يصير طبيبا.
وفي الوقت التي تصاعدت فيه ذروة الاستهجان بنصيحة الشرطي من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لم يتساءل أحدهم عن سبب توجيه رجل أمن لطفل بأن يصبح شرطيا، عبر نصيحة تكرس الاعتزاز بالمهنة، ويحمل الافتخار بها على دعوة الناشئين إلى الحلم بها.
نصيحة رجل أمن هي ألطف مشهد ضمن أحداث مأساوية وقعت في شمال المملكة بداية خريف هذا الموسم، وتختزن تفاصيل كثيرة، أولها الإجماع على أن شريحة الأطباء تتمتع بوضع يتيح لهم الانتصار على الوضع الذي أنتجته سياسة حكومة أخنوش، فيما أن الوضعية الاجتماعية لرجال الأمن، تعبر عن منظور موضوعي، لما يمكن وصفه بالأداء الدفاعي لنيل التعادل.
الإيقاع المعيشي الذي فرضته حكومة أخنوش على المغاربة، بات ينهك مختلف الشرائح الاجتماعية، ومن بينها رجال الأمن الوطني، حيث صار الإيقاع مختلفا عن السابق مع ارتفاع مهول في المواد الاستهلاكية، لا يمكن أن تسايره الاجور الحالية لهذه الفئة، وهنا تسللت النصيحة من لسان الشرطي بحسن طوية، وبملامح تدعو الدولة إلى الالتفات لهذه الفئة والحفاظ عليها من الانكسار.