قال القيادي السابق في جبهة البوليساريو، ورئيس حركة “صحراويون من أجل السلام”، الحاج أحمد باريكلا، إن الجزء الكبير من البوليساريو كقوة سياسية بدأ يعرف تراجعاً ملحوظاً تحت القيادة الحالية. وفقاً له، غادر العديد من سكان المخيمات للاستقرار في موريتانيا أو في بعض مدن الصحراء المغربية وأيضاً في دول أوروبية مثل إسبانيا وفرنسا.
في حوار مع مجلة “جون أفريك” الفرنسية، أشار باريكلا إلى أن سكان تندوف فقدوا الثقة بالشكل الكبير في القيادة الحالية بعد خمسين عاماً من الحياة في ظروف قاسية. هؤلاء السكان، الذين كبروا في بيئة مليئة بالتحديات، بدؤوا يفقدون الاهتمام بالخطب الراديكالية التي تتحدث عن الحروب والتحرير.
كما أضاف أن بفضل تصاعد استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبح بإمكان هؤلاء السكان التمييز بين الواقع والسراب، وهذا يجعل تأثير الخطاب التقليدي للبوليساريو أضعف بكثير مما كان عليه في السابق. ويؤكد أنه في الوقت الحالي، يفضل السكان نمط الحياة والراحة التي يتمتع بها قادتهم في أوروبا.
على المستوى العسكري، قال باريكلا إن البوليساريو فقدت القدرة على المواجهة، حيث تم سحب المعدات الثقيلة منها، وأصبح تركيزها على وحدات صغيرة بمعدات خفيفة. مع التهديد الذي تشكله الطائرات المسيرة المغربية، يجد مقاتلو البوليساريو صعوبة في الاقتراب من المواقع المغربية خلف الجدار العازل. ويرجع باريكلا هذا إلى أخطاء وتجاوزات قادة البوليساريو.
وسلط الضوء على أن البوليساريو تعاني من انتكاسة استراتيجية واضحة. وفي حال استمرت الجبهة في الأعمال العدائية والتسبب في أضرار أو وفيات بين المدنيين، فقد تؤدي هذه التصرفات إلى تصنيفها كجماعة إرهابية.
فيما يتعلق بالتحركات السياسية لجبهة البوليساريو، علق باريكلا على إلغاء محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي اتفقيتين مع المغرب. ورغم أن البعض قد يعتبر هذا انتصارا للبوليساريو، إلا أن باريكلا لا يرى تأثيراً جوهرياً لهذا الحكم على الاتفاقيات التجارية بين المغرب وأوروبا.
وأوضح أن البوليساريو تميل دائماً إلى المبالغة في تقدير أهمية هذه القرارات، معتبراً أن العلاقات بين الدول الأوروبية والمغرب تتمحور حول مصالح استراتيجية أخرى، حيث تدعم القوى الرئيسية في الاتحاد الأوروبي المقترح المغربي لحل نزاع الصحراء الغربية.